الطفل معتز جودة: "ذكرياتنا هون..بدناش نطلع برّة القدس"
القدس المحتلة - القسطل: يحمل لعبة لعبة، وكيسًا يلحقُه آخر، إلى أين؟ لا يعرف. هو يعرف فقط بأن آلية احتلالية ستأتي لهدم منزله وستُغرق بالتّراب ذكرياته، ليُصبح البيت ركامًا.
الطفل معتز جودة يسكن في أحد المنازل المهددة بالهدم من قبل الاحتلال في بلدة الطور شرقي القدس المحتلة. عشرة منازل أمهل الاحتلال أصحابها حتى آخر شهر تشرين ثاني الجاري لإخلائها كي يتم هدمها بحجة “عدم الترخيص”.
يقول جودة لـ”القسطل”: “أنا عشت عمري هون، بدناش نطلع برة القدس، أنا ذكرياتي وألعابي كلها في هالبيت”.
ويضيف: “ما بدي أطلع.. مدرستي وأصحابنا هون.. رح يهدوا الدار ومش عارفين وين بدنا نروح”.
“دارنا غالية علينا.. إزا هدّوا العمارة.. رح نبني جمبها خيمة ونقعد فيها”، يقول الطفل المقدسي. ويضيف بألم وحسرة: “كل ما أضب أغراضي وألعابي وأحطها بالكرتونة، بتذكر إشي، وكيف كنت ألعب بألعابي”.
ما بعد الشيخ جراح وسلوان والعيساوية، تعود الطور إلى الواجهة مجددًا، فليست هذه الشقق العشرة وحدها التي ستُهدم، فهناك 54 منشأة ستُهدم أيضًا في البلدة ذاتها من أجل تنفيذ مخطط “الشارع الأمريكي” الاستيطاني والذي يربط مستوطنات القدس مع بعضها البعض.
ووفقاً لهذا المشروع، سلّمت بلدية الاحتلال العشرات من أوامر الهدم والإخلاء لمقدسيين في البلدة، بغية تهجيرهم تمهيداً لارتكاب مجزرة كالتي شهدتها العاصمة خلال السنوات الماضية.