الأسير المقدسي سامر الأطرش.. قصة معاناة بين السجن والمرض والحرمان من الأهل

الأسير المقدسي سامر الأطرش.. قصة معاناة بين السجن والمرض والحرمان من الأهل
القدس المحتلة- القسطل: "في عام 2002 أخبرني خالي بأن والدي ذهب ليشتري الدخان.. وحتى هذه اللحظة يشتريه، دون عودة"، بهذه الكلمات بدأ قتيبة نجل الأسير المقدسي سامر الأطرش حديثه، وهو يعود في شريط ذاكرته لذلك اليوم عندما اعتقلت قوات الاحتلال والده، على مدخل مخيم شعفاط، شمال شرق القدس. الأطرش أسيرٌ مقدسي، يبلغ من العمر (43) عاماً، اعتُقل عام 2002 تاركاً خلفه طفلين وطفلة، ثلاثتهم كبروا ومنهم من تزوج وأصبح لديه أطفال، استخدم المحققين معه كافة أشكال التعذيب والتنكيل، ويقضي حكماً بالسجن 8 مؤبدات وخمسين عاماً إضافية. كانوا أطفالاً وكبروا بصعوبة تقول زوجته سناء طه لـ القسطل "اعتقلوا سامر عام 2002، قبل 19 عاماً، في حينها كانوا أبنائي الثلاثة أطفالاً.. والآن كبروا، قتيبة كان عمره 4 سنوات والآن هو متزوج، ونادية 3 سنوات تزوجت وأصبح لديها طفلتين، ومحمد بلغ الـ 19 عاماً". وتصف طه مرحلة طفولتهم بـ "الأصعب"، مرددة: كان الوضع صعباً جداً بغياب سامر، لكن الحمدلله تجاوزنا هذه المرحلة، ومرحلة زواجهم كانت من أصعب المراحل وأكثرها مسؤولية، أيضاً شراء هذا المنزل كان مسؤولية. تزور طه زوجها الأسير مرةً واحدة في الشهر، وتشير إلى أنه يعاني من آلام العظام والروماتيزم، ويحصل على إبرة علاجية بشكلٍ أسبوعي؛ بسبب الظروف القاسية التي يعاني منها خلف القضبان. وتستكمل بصوتٍ حزين "سامر يشعر بالملل ويتمنى الخروج من السجن.. كل هذه الآلام والأمراض حصلت معه في السجن بسبب الظروف القاسية التي يعيشها، وهو محروم من أبسط الحقوق من ضمنها العلاج". "ذهب ليشتري دون عودة" يجلس بجانبها أبنائها الثلاثة وحفيدتها، يستمعون لأحاديثها عن والدهم وكل منهم يعود بشريط ذاكرته إلى تفاصيل تلك الأيام. يقول نجله الأكبر قتيبة الأطرش لـ القسطل "عندما اعتقلت قوات الاحتلال والدي كنت طفلاً صغيراً، لم يتجاوز عمري الأربع سنوات، ولم أكن واعياً لما يحدث". في ذلك اليوم، رافق قتيبة والده إلى العمل، وبعد أن أنهى عمله عادا معاً إلى مخيم شعفاط.. ليذهب الأطرش دون عودة. ويتابع قتيبة بحرقة "كنت طفلاً صغيراً وطلبت منه أن أرافقه وأجاب بالقبول.. كان يوم سبت، خرجنا بحدود الساعة السابعة مساءً وأنهى والدي عمله خلال ساعة.. عدنا إلى المخيم بحدود الساعة الثامنة مساءً، وعلى المدخل كان هناك عدداً من جيبات قوات الاحتلال، أوقفوا المركبة وأول من خرج منها والدي، سألوه من هو وطلبوا منه هويته". "خرج من المركبة وخرجنا على أمل أنه خلفنا.. أخبرني خالي أنه ذهب لشراء الدخان، وحتى الآن يشتري الدخان دون عودة"، يستكمل حديثه كأنه يتحدث عن موقف حصل قبل قليل، رغم صغر سنه في لحظة اعتقال والده إلا أنه يستحيل أن ينسى تلك اللحظات والكلمات. ويختتم حديثه بألمٍ قائلاً "غياب والدي أثر عليّ كثيراً في كل ثانية ودقيقة، هذا والدي وظهري وسندي.. يُفترض أن يرافقني في كل لحظاتي وأينما ذهبت.. في الأحزان، والأفراح، والمشاكل، وكل مكان". آلام مستمرة خلف القضبان ويصف رفيقه في الأسر المقدسي محمد البكري لـ القسطل الوضع الصحي للأطرش، قائلاً إن "سامر يعاني بشكلٍ عام من الآلام المستمرة بسبب الروماتيزم.. كافة مفاصله تنتفخ ويستمر الوجع طوال الوقت". ويتابع بألم "فترة الألم تكون حركة سامر صعبة جداً.. عدا عن تأثير البرد وفصل الشتاء عليه". وأوضح البكري أن إدارة السجون مؤخراً منحت الأطرش إبرة علاجية كل أسبوع، ويمكث في سجن "إيشل"؛ حتى يبقى قريباً من مستشفى "سوروكا".
. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر:

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *