هدمٌ متواصل .. آليات الاحتلال تُدمّر منشآت في القدس
القدس المحتلة - القسطل: “ظلم ظلم” هذا ما جاء على لسان مقدسيّ هدم الاحتلال له ولأولاده وأحفاده منازلَ كانت ستُقام قريبًا وسيسكنون فيها، ومحال تجاريّة كانوا يخطّطون لمشاريع يُقيمونها فيها لتكون مصدر رزقهم ودخلهم.
مع ساعات صباح اليوم الثلاثاء، اقتحمت أعداد كبيرة من قوات الاحتلال مخيم شعفاط الواقع شمالي شرق القدس المحتلة، برفقة آليات ثقيلة، لتدمّر منشآت فلسطينية وأحلام مقدسيين بمنازل آمنة، لكنْ كعادته، يسرق الاحتلال كلّ فرحة ويهدم كلّ ما بناه المقدسيّ بدقائق معدودة.
يقول المقدسيّ صبحي حمود “أبو أشرف” في حديثه لـ”القسطل”: صلّيت ثم جلست على التلفاز، بعد قليل سمعت أصواتًا في الخارج، ذهبت إلى الشُّرفة لأُشاهد ما الذي يحدث، وإذ بقوات الاحتلال برفقة الجرافات قد اقتحمت المخيم”.
ويُضيف: “نزلت إلى الشارع، وإذ بهم يهمّون في هدم المبنى الخاص بالعائلة، وهو مبنى قيد الإنشاء مكون من ستة محال تجارية (مساحة كل واحد منها نحو 80 مترًا مربعًا)، وبدأنا مؤخرًا ببناء الشقق السكنية لكّن بلدية الاحتلال منعتنا من استكمال البناء”.
ويقول بحُرقة لـ”القسطل”: “منعوني من التقدّم نحو المبنى، كأنهم أصحاب الأرض ونحن الدخلاء فيها، وشرعوا بعملية الهدم بآلياتهم، ثم رحلوا وكأنهم لم يدمّروا شيئًا (..) والله إنه ظلم ظلم ظلم”.
بلدية الاحتلال كانت قد صوّرت المبنى أثناء إنشائه أكثر من مرة، ثم سلّمت العائلة أمرًا بوقف العمل به، وخلال اليومين الماضيين سلّمتهم أمرًا بالهدم، لتنفّذ قرارها صباح اليوم.
يبين “أبو أشرف” أن بلدية الاحتلال لا تمنح أحدًا من المقدسيين تراخيص بناء في مخيم شعفاط، وأنه لن يتوقف هنا، بل سيبني مرة ثانية.
عائلة حمود، هُجّرت من أرضها وقريتها “التينة” قضاء الرملة عام 48 على يد الاحتلال الإسرائيلي، ثم انتقلت للعيش في الضفة المحتلة ثم عادت إلى البلدة القديمة في القدس لتسكن في حي الشرف، وما قبل حرب عام 1967 هُجّرت العائلة مرّة ثانية لتسكن في مخيم شعفاط.
استهداف للمخيم بعد إعلان “صفقة القرن”
يقول رئيس الحملة الشعبية لنصرة القدس عبد الله علقم، إن الاحتلال الإسرائيلي بات يستهدف مخيم شعفاط بشكل مكثّف في الآونة الأخيرة، خاصة بعد الإعلان عن “صفقة القرن”، ما زاد من معاناة المقدسيين الذين يسكنون فيه.
ويُضيف لـ”القسطل” أن عمليات الاقتحامات للمخيم لم تتوقف أبدًا، فهي اقتحامات يومية، تنكيل بالسكّان، فرض غرامات مالية باهظة، إلى جانب عمليات الهدم التي كان آخرها مبنى قيد الإنشاء بمساحة 500 متر مربع تقريبًا لعائلة حمود.
ويُشير إلى أن الاحتلال يستهدف المقدسيين والمؤسسات التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” أيضًا، فهو لا يُريد أي وجود لمخيم شعفاط بالتحديد.
آليات الاحتلال لم تتوقف اليوم عند هذا المبنى، بل هدمت أيضًا منشأة في ضاحية السلام شمالي شرق القدس المحتلة، وأخرى في بلدة جبل المكبر إلى الجنوب الشرقي من العاصمة.