رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد يروي لـ "القسطل" تفاصيل التحقيق معه
القدس المحتلة- القسطل: لا تكفّ سلطات الاحتلال عن ملاحقة المقدسيين في كافة البلدات والأحياء في العاصمة المحتلة، فمؤخراً سلمت رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر هدمي قراراً بإبعاده عن المسجد الأقصى، وفرض الحبس المنزلي، ومنعه من السفر، عقب اعتقاله مدة يومين.
ما هي الرسالة التي وجهها في التحقيق؟
يقول هدمي لـ القسطل: "فجر يوم الاثنين الماضي، اقتحمت قوات الاحتلال المنزل وتم اعتقالي.. تم التحقيق معي حول يوم (14 كانون أول، أي انطلاقة حماس)، ووُجهت لي عدّة أسئلة حول نيّة مشاركتي في الاحتفالات واستعداداتي".
ويتابع: "تم توجيه تهمة الانتماء لـ تنظيم "إرهابي"، والمساعدة في أعمال "إرهابية"، ونيّة المشاركة في الاحتفال، ولكن أنكرت التُهم الموجهة لي، وشعرت بالجرأة حول ضرورة إيصال رسالة عاجلة لهم".
وأشار هدمي إلى أن محتوى هذه الرسالة هو: "أنتم تدفعون المنطقة باتجاه مجهول، إعدام شاب أمام أعين الكاميرات في باب العامود وغيره من الأعمال الظالمة؛ سوف يثير في وجهكم الغضب الشديد من قِبَل الشعب الفلسطيني والمقدسي.. حقيقةً ما تقومون به من جرائم بحق الشعب الفلسطيني أنتم من ستدفعون ثمنه من ثورة عارمة ومواجهات".
"المحقق كان لا يريد سماع ما أريد قوله، ويريد التركيز في الاتهامات. قلت له: لا أرى اليوم أن هناك تنظيماً يقف بشكٍل واضح في وجهكم في القدس والضفة؛ إنما أرى الشعب الفلسطيني هو من يقف نتيجة الظلم الذي يراه.. يجب عليكم إنهاء الاحتلال والظلم والتعدي على المسجد الأقصى المبارك.. وهذا هو السبيل الوحيد للعيش في أمان وسلام".
هدمي: تخوف من ردة فعل الشارع
ويضيف هدمي: "تم تمديد اعتقالي يومين، بحث يمرّ يوم 14 كانون أول، والاحتفال به وأنا خلف القضبان.. وقد أُفرج عني يوم الأربعاء الماضي بعد أن خرجت للمحكمة".
ويبيَّن أن سلطات الاحتلال أفرجت عنه شرط الحبس المنزلي مدة 5 أيام، وإبعاد عن المسجد الأقصى حتى منتصف شهر شباط 2022، ومنع من السفر حتى منتصف كانون الثاني 2022.
وقال متسائلاً: "أنا من الأساس مُبعد عن المسجد الأقصى، وممنوع من السفر حتى إشعار آخر! هذه إجراءات ظالمة تؤكد على استمرار الاحتلال، واستمرار ظلمه للشعب الفلسطيني".
وأشار هدمي إلى أن سلطات الاحتلال تتخبط في تعاملها مع الشعب الفلسطيني بشكلٍ عام، ومع أهل مدينة القدس بشكلٍ خاص، وتشعر بفقدان السيطرة على المدينة، وتريد أن تُنفذ مخططاتها الاستيطانية والعنصرية؛ ولكنها تتخوف كثيراً من ردة فعل الشارع المقدسي.
وأكد أن الشارع المقدسي يعيش حالة من التوتر الشديد، واصفاً هذه الحالة بقوله: "كأنه على صفيحٍ ساخن، واضح جداً أن هناك انتفاضة على الطريق، طالما استمر الاحتلال في نهجه وسياسته بحق المقدسيين".
وشدد على أن سلطات الاحتلال تسعى لإبعاد كافة أشكال القيادة الشعبية عن الشارع المقدسي، حتى يستطيعوا الاستفراد بالمسجد الأقصى المبارك، ومواصلة اعتداءاتهم بحق المدينة.
يُذكر أن سلطات الاحتلال تمنع هدمي من التواجد في كافة أحياء شرق مدينة القدس باستثناء حي الصوانة، منذ شهر آب الماضي، لمدة 6 أشهر.
ويتعرض هدمي لتضييقات الاحتلال بشكلٍ مستمر، ومنعه من التواصل مع عدة أشخاص؛ بحجة "مشاركته في فعاليات تشكل خطراً على أمن الدولة".
ويعيش في حي الصوانة، أي على بعد 5 دقائق من المسجد الأقصى؛ لكنه يضطر إلى سلوك طُرق بعيدة كي لا يدخل في المناطق المحظورة عليه من قبل سلطات الاحتلال.
. . .