كان يشتري الحلوى لأطفاله.. مستوطنون يعتدون بالغاز والآلات الحادّة على المقدسي رائد أبو عصب
القدس المحتلة - القسطل: كان رائد سعيدًا وهو يشتري الحلوى والشوكولاتة لأطفاله، لكنّ مجموعة من المستوطنين قضت على فرحته، رشّوا الغاز في وجهه، واعتدوا عليه بالضرب المُبرح، ثم هربوا.
رائد أبو عصب تعرّض لاعتداءٍ من قبل مستوطنين يوم أمس الجمعة عند الساعة التاسعة مساء، وهو في طريق العودة لمنزله في البلدة القديمة، فأُصيب بجروح شديدة، ما أدى لنقله إلى مشفى “شعاريه تصيدك” لتلقّي العلاج اللازم.
يروي أبو عصب ما حصل معه لـ”القسطل” ويقول إنه اتّصل على زوجته، يسألها عمّا تحتاجه قبل عودته إلى المنزل، فاشترى لوازم بيته من إحدى المحال في باب الخليل -أحد أبواب البلدة القديمة في القدس- ثم اشترى كذلك بعض الحلويات والشوكولاتة لأطفاله.
“اولادي بحبوا الشوكولاتة كتير، شُفت هناك محلات جهة باب الخليل وباب الجديد بتبيع شوكولاتة بمناسبة الأعياد الميلادية، واشتريتلهم حاجات وشوكولاتة بابا نويل بس المستوطنين غدروني وأنا مروّح عالدار”، يوضح أبو عصب.
نحو ثمانية مستوطنين اعترضوا طريقه في باب الخليل، رشّوه بغاز الفلفل ثم أوسعوه ضربًا، حسبما روى لنا، وقال: “ضرخت بهم، علّهم يخافون كما المُعتاد، لكنّي كنت وحدي، وتكاتفوا علي، رشّوني بالغاز، ثم بدأوا بضربي على رأسي ووجهي بآلة حادة، أُصبت في ثلاثة أماكن، إحدى الإصابات كانت قريبة من العين”.
هرب المستوطنون، وحضرت شرطة الاحتلال التي ادّعت بأنها اعتقلت أحد المستوطنين المُعتدين، وتم نقل أبو عصب إلى المشفى لاستكمال العلاج، حيث أُصيب بكسر وجروح في الأنف، وإصابتان أُخريان في الجبين وقرب العين، احتاجتا إلى تقطيبهما.
رائد أبو عصب من سكان البلدة القديمة، يبلغ من العمر 44 عامًا، ولديه بنتان وطفل، يقول إنه تعرّض سابقًا لاعتداءات مستوطنين لكن لم يكن بهذا العنف، فعادة يخافون، لكنهم يحاولون أن يهاجموا المقدسيين على شكل مجموعات مستخدمين الغاز والآلات الحادة ليكون الاعتداء أشد.
اليوم، سيقدّم أبو عصب إفادته لشرطة الاحتلال في مركز "القشلة" التابع لها، غرب القدس المحتلة، وهو يعلم أن الاحتلال لن يُحاسب المُعتدين ولن يعتقلهم.
مئات الاعتداءات توثّق يوميًا من قبل المستوطنين على مقدسيين وفلسطينيين، لا تقوم شرطة الاحتلال بالاهتمام بها، أو اعتقال فاعليها، مكتفية فقط بأخذ إفادات المُعتدى عليهم دون متابعة قضائية، على خلاف ما تقوم به بحق الفلسطينيين، فتقضي بسجنهم فعليًا أو منزليًا، كونهم يقاومون من يحتل أراضيهم ويعتدي على منازلهم ويقتل أبناءهم.