على خلفية عملية الشيخ جراح.. الطفلة إسراء غتّيت تروي: "ضربوني بالكرسي ودفعوا رأسي بالحائط"
القدس المحتلة - القسطل: “اعتقلوني وأنا نائمة، اقتادوني لمركز التحقيق لمدة ثماني ساعات بشكل متواصل، تعرّضت خلالها للاعتداء اللفظي والجسديّ بشكل لا يتحمّله أحد، استفزاز، وابتزاز للاعتراف، وفي النهاية تم الإفراج عني شرط الحبس المنزلي”، تروي الطفلة إسراء غتّيت (15 عامًا) من حي الشيخ جراح.
قبل نحو عشرة أيام، نفّذت فلسطينية عملية طعن أصابت خلالها مستوطنة في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة وانسحبت من المكان، بحسب ادّعاءات شرطة ومخابرات الاحتلال، التي اعتقلت عقب الحادثة طفلتين، واحدة من مدرستها والأخرى من منزلها في الحي ذاته.
نفوذ حمّاد (14 عامًا) وإسراء غتيت (15 عامًا) هما الطفلتان اللتان اعتُقلتا، وتم اقتيادهما للتحقيق في مركز “المسكوبية” غربي القدس.
تقول غتّيت لـ”القسطل” عقب الإفراج عنها يوم أمس: “اعتقلوني وأنا نائمة، وسألوا عن هاتفي، كُنت قد نسيته عند شقيقتي في العيساوية، حيث اقتحموا منزلها وصادروه، وبعدما اقتادوني إلى المسكوبية، حققوا معي مدة 8 ساعات، شتموني بألفاظ نابية وسيئة للغاية”.
وتضيف “تعرّضتُ خلال التحقيقات التالية للضرب بالكرسي، دفعوا رأسي على الحائط، وحاولوا انتراع اعتراف مني من خلال القول: “سنُبعد أهلك إلى غزة”، إشارات سيئة بأصابع اليد، ولهجة التخويف والتهديد هي أساس التحقيق معي”.
وتُشير غتيت إلى أنها صَمَدتْ في وجههم رغم كل ما فعلوه بها، ورغم استمرار الاعتداء عليها بالضرب. وتبين أنها كانت تُدافع عن الطفلة حمّاد (صديقتها ورفيقة صفّها) كلما حاول أحد عناصر الاحتلال الاعتداء عليها، فتتعرّض هي للاعتداء بالضرب المُبرح.
أمّا عن ظروف احتجازهما، قالت: “وضعونا أنا ونفوذ في زنزانة معاً بمعتقل “هشارون”، الحشرات والصراصير تملأ المكان، والهواء البارد يدخل إليها بقوّة، والطعام رديء، غطاء خفيف، حتى الملابس التي أرسلها أهلنا لنا، لم تقبل إدارة السجن إدخالها لنا”.
تقول غتيت: “تعرّضنا لمذلّة وإهانة كبيرة في الزنزانة والبوسطة وحتى في غرف الانتظار من أجل الدخول أو الخروج من وإلى المحكمة”.
وتبيّن لـ"القسطل": “في اليوم الذي تم تمديد اعتقال نفوذ والإفراج عني شرط الحبس المنزلي لمدة أسبوع، أحضر لنا المحامي الطعام والماء، وعقب انتهائنا أراد عناصر الاحتلال مصادرة المياه، لم أقبل ذلك، وتم الاعتداء عليّ وضربي بقوّة، دفعوا رأسي باتجاه مكان حديديّ، وأخذت إحدى المجنّدات الماء ورمتها على الأرض”.
من أجل هذا الاعتداء ثار الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال، وأوضح نادي الأسير الفلسطيني في بيان له حول الحادثة، أن قوات “النحشون” اعتدت على إحدى الأسيرات المقدسيات خلال عملية نقلها عبر ما تُسمى بـ“البوسطة”، وفقًا لمعلومات مؤكدة نقلها أحد المعتقلين، والذي بدوره واجه قوات “النحشون” على إثر الاعتداء، ولم يذكر نادي الأسير وقت إصدار بيانه مساء أول أمس الخميس (16 كانون أول).
وقال نادي الأسير إنّ الأسرى في سجن “ريمون” وسجون أخرى قرروا إغلاق الأقسام، رفضًا لعملية الاعتداء الخطيرة، مؤكدين أنهم بصدد اتخاذ خطوات احتجاجية إضافية.
وأدان نادي الأسير عملية الاعتداء التي تُشكل مؤشرًا خطيرًا على مصير الأسيرات اللواتي يواجهن عمليات تنكيل يومية ممنهجة، ومنها عمليات النقل المتكررة عبر “البوسطة”، عدا عن الظروف الاعتقالية القاسية التي تفرض عليهن، والتي تبدأ منذ لحظة الاعتقال الأولى.
ولفت نادي الأسير إلى أنّ قوات “النحشون” تُعتبر من أكثر القوات عنفًا حيث سُجلت العديد من الاعتداءات بحقّ الأسرى والمعتقلين خلال عملية نقلهم، والتي تسببت في بعض الحالات بتسجيل إصابات بين صفوف الأسرى، وهي جزء من عمليات التنكيل الممنهجة التي ترافق الأسير خلال عملية نقله عبر “البوسطة”، والتي يسميها الأسرى برحلة “العذاب”.
وتلا ذلك، بحسب رئيس لجنة أهالي أسرى القدس أمجد أبو عصب، عزل إدارة السجون ممثّلتيْ الأسيرات في سجن “الدامون” الأسيرتين مرح باكير وشروق دويات؛ على خلفية رفضهما للإجراءات الظالمة بحق الأسيرات.