حي بطن الهوى يواجهُ التهويدَ والتطهيرَ العرقيّ
القدس المحتلة-القسطل: يخوضُ أهالي حي بطن الهوى معركةَ وجودٍ على أراضيهم، يواجهون فيها الجمعيات الاستيطانية ومؤسسات الاحتلال، التي تسعى بكلِ الوسائل لطرد المقدسيين والسيطرة على منازلهم، مقابلَ صمود وثبات السكان الأصليين، الذين يرفضون التفريط بمنازلهم، والتي يعتبرونها مقدمةً لتهويد المسجد الأقصى والسيطرة عليه.
يقعُ حي بطن الهوى في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، يقطنه ما يقارب ستة آلاف نسمة، يواجهون التطهير العرقي، ومحاولات الإستيلاء على منازلهم بقوة السلاح والتزوير.
سبعٌ وثمانون منزلًا في حي بطن الهوى يملكُ أصحابها أوامرَ إخلاء لصالح جمعية "عتيرت كوهانيم"، بذريعة ملكيتهم للأراضي المقامة عليها المنازل منذ 1982، ما يعني أن نحو 1000 مقدسي مهددون بالتهجير والطرد، وفق ما أفاد به رئيس لجنة حي بطن الهوى زهير الرجبي.
يقول الرجبي لـ"القسطل" تعود بداية الاستيطان في حي بطن الهوى لعام 2004، عندما استولى المستوطنون على منزلين، واستمر الاستيطان حتى عام 2015، ومنذ ذلك الحين، يسلّم الاحتلال المواطنين أوامر إخلاء، لتتم السيطرة بموجب تلك الأوامر على منزلين يعودان ملكيتهما لعائلة أبو ناب وسرحان.
وأوضح أن الاحتلال سيطر على ست بنايات، تقنطها اليوم 23 عائلة من المستوطنين، حلّوا مكان السكان الأصليين، فيما يواصل مساعيه للسيطرة على منازل حي بطن الهوى.
المستوطنون الذين استولوا على المنازل في حي بطن الهوى، يمارسون الإعتداءات والمضايقات والتنكيل بالمواطنين بشكل يومي، إذ يعتدون على الأطفال وكبار السن والمارة في الشوارع، ويحتجزون الأطفال، ويتقدمون بشكاوي لشرطة الاحتلال على المقدسيين بحجة تواجدهم بالشارع.
ويبيّن الرجبي أن المستوطنين استخدموا أسلوب الترغيب في البداية، إذ عرضوا عليه-وهو من العائلات المهددة بالطرد- مبالغ طائلة لبيع البناية التي يقطنها مع أشقائه، كما عرضوا عليهم منازل في بيت حنينا وجبل أبو غنيم، لتقابل جميعها بالرفض.
وأشار إلى أن العائلة تملك اتفاقية بيع وشراء تمّت بين صاحب المنزل ووالده عام 1966، وتتضمن طوابع تعود للعهد الأردني، كما أن الشهود الذين وقعوا على الاتفاقية ما زالوا على قيد الحياة، مضيفا أن المنازل المهددة بالاستيلاء يملك أصحابها أوراقا ثبوتية واتفاقيات بيع وشراء.
وأوضح أن بلدة سلوان بكل أحيائها تتعرض لهجمة استيطانية شرسة، نظرا لموقعها جنوب المسجد الأقصى، ويطمع الاحتلال للسيطرة عليها بذريعة أن سلوان تقع ضمن "الحوض المقدس" وفقا للرواية الإسرائيلية، وهذا الاستهداف يمّهد لتهويد الأقصى والسيطرة عليه.
في ذات السياق، يشير عضو لجنة الدفاع عن أراضي وعقارات سلوان خالد الشوبكي إلى أن 13 حيًا في سلوان مهددا إما بالهدم أو للتهجير والتنكيل، لا سيما ما يحدث في بطن الهوى من محاولات للسيطرة على منازل للمواطنين، بذريعة ملكية المستوطنين لها.
وقال لـ"القسطل" إن ملف المنازل المهددة بالإخلاء تم رفعه لمحكمة "العدل العليا" الإسرائيلية، رغم أننا لا نعوّل على قراراتها، إلا أننا نؤكد رفضنا لمحاولات تهجير السكان وطردهم من منازلهم.
وأضاف هناك هجمة تشنها بلدية الاحتلال بالتعاون مع الجمعيات الاستيطانية للسيطرة على المنازل، لكن رسالتنا لن نغادر منازلنا ولن نقبل بتهجير السكان، حاول الاحتلال أكثر من مرّة وفي أكثر من موقع في سلوان طرد الناس من منازلهم، لكننا صامدين.
. . .