الأسير المقدسي نائل حلبي غيبه الاحتلال عن الأعياد المجيدة منذ 18 عاماً

الأسير المقدسي نائل حلبي غيبه الاحتلال عن الأعياد المجيدة منذ 18 عاماً
القدس المحتلة- القسطل: "أولادي هم الشجرة، وعندما أفقد واحداً من هذه الشجرة كيف سأصنع شجرة؟ العيد دائماً منقوص، وهناك غصَّة في قلبي"، بهذه الكلمات بدأت والدة الأسير نائل الحلبي حديثها عن مشاعرها في الأعياد المجيدة. الحلبي أسيرٌ مقدسي غيبته سجون الاحتلال عن مشاركة عائلته في الأعياد المجيدة لمدة 18 عاماً، تعرض لعدة اعتقالات، كان آخرها في 31/ تشرين أول/2019، بعد أن اختطفته قوات الاحتلال من حاجز قلنديا واقتادته لجهةٍ مجهولة. عملية جراحية وقلبٌ قلق وفي زيارة "القسطل" لمنزل عائلته، تجلسُ والدته وتراقب بعينيها الحزينة صور نائل المُعلقة في كل مكان، وتقول: "أنا أم لثلاثة أسرى محررين، وأسير معتقل، يقبعُ نائل في سجن ريمون بعد أن تم اختطافه من حاجز قلنديا قبل عامين". تسترجع الحلبي في ذاكرتها ما حدث حينها، وتتابع: "في هذه الفترة كان والده مريضاً في المستشفى، ويستعد لإجراء عمليةٍ جراحية.. حاولت الاتصال به عدة مرات دون استجابة.. ظننت أن شحن هاتفه انتهى". لم يكن هاتفه مغلقاً نتيجة انتهاء الشحن، بل كان نائل مختطفاً، وبطلبٍ من أشقائه الثلاثة لم يُنشر خبر اعتقاله. "كنتُ متعبة وأرافق زوجي بالمستشفى، ولكن قلبي كان يشعر بوجود شيءٍ ما.. حتى ابنتي جاءت وقطعت الانترنت عن هاتفي.. بعد أن أجرى زوجي العملية وسألتهم بشكلٍ جدي، أخبروني أنه معتُقل.. كنت أشعر منذ يومين بهذا لكنني لم أستطع الكلام". "عيدُنا بحرية الأسرى" تصمت قليلاً، تُحدق في صورة نائل، ثم تضيف بألمٍ كبير: "هذه السنة لم يكن معنا في عيد الميلاد، ولن يحتفل معنا في رأس السنة، منذ عام 2004 لم يشاركنا نائل أي عيد، حتى العيد الكبير شاركنا فيه مرةً واحدة". اعتُقل الحلبي للمرة الأولى في 11/ تشرين ثاني/2004، وبقي خلف القضبان حتى عام 2009. لم يمضِ شهرين على معانقته الحرية، حتى عادت قوات الاحتلال واعتقلته من جديد لمدة عامٍ ونصف. تقول الحلبي بقلبٍ مكلوم: "في إحدى المرات، عندما كان نائل في الأسر، كانوا أشقائه الثلاثة معتقلين في فتراتٍ متقاربة ولم يروا بعضهم البعض.. أبنائي كلهم تعرضوا للأسر بأشكالٍ مختلفة.. كانت قوات الاحتلال تقتحم المنزل وتعيث به خراباً وتحطم محتوياته". 18 ليس رقماً عادياً، إنما هو عدد الأعياد التي مرّت على الحلبي دون أن تشعر بالفرحة، ففي إحدى المرات اعتُقل أبنائها الأربعة، وتوجهت لزيارتهم. وتصف شعورها مرددة: "صعب جداً أن أحتفل في أي عيد دون وجود أبنائي بجانبي، أخشى العيد، وأبدأ التفكير في استقباله قبل شهرين". وعن احتفالها في العيد، حدّثت "القسطل" قائلة: يأتي أحفادي ويسألونني لماذا لم أضع شجرة العيد؟ فأرد عليهم: عيدُنا عندما يتحرر الأسرى، هذه هي الفرحة الكبيرة.
. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر:

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *