"مشتاقة للياسمينة"
بُعيد لقائي بإسراء وربى في سجن الدامون، قلعة في أعالي الكرمل السليب، أطلّت الأسيرة المقدسيّة شروق صلاح دويات، ضاحكة ضحكة واثقة، نقلت لي سلامات زميلاتها، وبادرت تحدّثني عن فترة العزل في الجلبوع برفقة مُنى، أحلى فترة منذ أسرها حيث تمتّعت بجمال البلاد؛ شافت السماء والجبال والخَضار والعصافير.. والغروب دون شبك وقضبان، تمتّعت بالسماء الحقيقي!
فرحَت حين أخبرتُها بأن آلاء استلمت وظيفة جديدة، ورغبتها بأن تعيّد على أخيها أحمد (من أول الشهر بحكي لحالي، عيد ميلاد أخوي هذا الشهر) ومشتاقة لوسام وصلاح وزايد والعائلة وبدها تسمعهم دائمًا ع الراديو لتطمئن عليهم.
حدّثتني بعفويّة عن طقوس "تشميس الشعر" من ضوء الشمس الذي يخترق طاقة زنزانة رقم 11 التي أُغلقت وكانت محورًا أساسيًا من مسبّبات القمعة.
حدّثتني عن الطيور المهاجرة حين تعبُر فوق السجن، يصير منع تجوّل اختياري لمشاهدتها لتتساءل بينها وبينها: "هل مرّت هذه الطيور بأهلي وببيتي وحارتي؟ هل مرّت من فوق ياسمينتي؟". تتوق لعناق شجرة الأسكدنيا والمشمشة (والفرع الداخل للمطبخ و"سرقة" الحبّات الخُضُر) والياسمينة في حاكورة بيتها وخوفها أن يقصّ أهلها الياسمينة قبل تحرّرها!.
خبّرتني عن الشنطة الجاهزة مع أواعي الترويحة حين سماعها بمفاوضات التبادل وجاءتني بقجة الأهل في الشتات بانتظار العودة المشتهاة.
وعدتها بزيارة حاكورتها فقالت بعفويّة: "بعد ما نوكل السمكات على شطّ بحر حيفا".
عزيمتها تعانق السماء.
فترة العزل قوّتها وجعلتها تخلط الأوراق من جديد، وأغلقت دائرة مفتوحة في درب الحريّة.
لك عزيزتي شروق أحلى التحيّات، والحريّة لك ولجميع أسرى الحريّة.
حيفا 30 كانون أوّل 2021
. . .