الطفل فادي سليمان.. حَفَر مغارةً لحماية المواشي فسقطت عليه وأودتْ بحياته

الطفل فادي سليمان.. حَفَر مغارةً لحماية المواشي فسقطت عليه وأودتْ بحياته

القدس المحتلة - القسطل: أرادوا أن يحموا مصدر رزقهم ودخلهم، أرادوا حماية مواشيهم من برد الشتاء، بعد ملاحقات عديدة من قبل الاحتلال وعدم السماح لهم ببناء بيوتٍ بسيطة لهم، فالاحتلال ومنذ سنوات عديدة، يلاحق الفلسطينيين في مصادر أرزاقهم يهدم لهم بركساتهم ومنشآتهم التجارية والزراعية في محاولة للنيل منهم ودفعهم على الرحيل من الأراضي التي يطمع فيها من أجل توطين مستوطنيه.

“وفاه طفل وإصابة آخر بانهيار صخري في منطقة العيزرية”، هذا النبأ ورد عبر وسائل الإعلام صباح أمس الجمعة، لكن قصةً مؤلمة كانت وراء هذا الحدث الذي هزّ عائلة الطفل فادي نايف سليمان (13 عامًا) بعدما تأكد خبر وفاته بعدما انهار سقف مغارة عليه حيث كان برفقة عمه وابن عمه.

بيان الشرطة الفلسطينية ..

عقب الحادثة، باشرت النيابة العامة إجراءات التحقيق فيما باشرت الشرطة إجراءات البحث والتحري في ملابسات وفاة طفل 14 عاماً وإصابة أخرى في بلدة العيزرية.

وأفاد الناطق الإعلامي باسم الشرطة العقيد لؤي ارزيقات، بأن غرفة عمليات شرطة المحافظة تلقّت اتصالًا حول وصول طفل (14 عاماً) متوفياً لمشفى أبو ديس جراء الاشتباه بانهيار صخري أثناء رعيهم للأغنام بإحدى المناطق الجبلية في بلدة العيزرية، أمس، وكان برفقته عمه البالغ من العمر (37 عامًا) ووضعه الصحي خطر.

وأضاف أن وكيل النيابة العامة توجه على رأس قوة من فرع المباحث العامة في شرطة المحافظة للمكان لإجراء الكشف والمعاينة اللازمة، وأتمت النيابة العامة بمرافقة الطبيب الشرعي إجراءات الكشف الظاهري على الجثة.

إلى هُنا ينتهي البيان، لكن ما الذي حصل أمس؟ وكيف انهار الصخر على الفلسطينيين؟.

وقع السقف عليهم .. وتوفي فادي!

يقول رئيس بلدية العيزرية داود جهالين لـ”القسطل”: “تلقّينا نبأ وفاة الطفل فادي سليمان أمس بحزن كبير، فهو طالب في الصف التاسع، وكان يُحاول وعائلته حماية المواشي من برد الشتاء”.

وأضاف أن عائلة الطفل هُجّرت من مناطق سكنها عام 1998، لتعيش في قرية عرب الجهالين شرقي القدس، وقال: “كما تعلمون، لا متّسع هناك لإقامة بركسات للأغنام سوى خارج المخطط الهيكلي للقرية، فكانوا كلّما أقاموا بركسًا للمواشي، كانت تحضر الإدارة المدنية التابعة للاحتلال وتهدمه لهم وتصادره أيضًا”.

“الإدارة المدنية” لا تسمح للفلسطينيين بالبناء في تلك المناطق، سواء منشآت سكنية كي يعيشوا فيها أو زراعية لتربية المواشي، وخلال السنوات الماضية هدمت مئات البركسات بحجة أن المناطق التي أُقيمت فيها البركسات يُمنع البناء فيها.

اضطرت عائلة الطفل فادي إلى حفر مغارتين بعمق مترين إلى ثلاثة أمتار كي تعيش فيها المواشي، وذلك في بطن إحدى جبال بلدة العيزرية شرقي العاصمة، فنحن في فصل الشتاء والبرد قارس. وأثناء رعي الأغنام أمس الجمعة (السابع من شهر كانون ثاني الجاري) انهار سقف إحدى المغارتين على فادي وعمه وابن عمه.

توفي فادي على الفور، وكانت إصابة ابن عمه بسيطة حيث تمت معالجته في مركز طوارئ أبو ديس، لكنّ عمّه داود كانت إصابته خطيرة فنُقل للعلاج في مشفى المقاصد ببلدة الطور شرق مدينة القدس، وهو ما زال يرقد فيها.

يبين جهالين لـ”القسطل” أن الاحتلال هدم بركسات للمواشي لعائلة الطفل فادي مرتين آخر كان عام 2018، ولم تجد حلًا لحماية المواشي سوى بهذه الطريقة التي أودت بحياة أحد أبنائها الأطفال.

وقالت محافظة القدس في بيان لها، أمس، أن إجراءات الاحتلال “العنصرية” أودت بحياة الطفل وهو من بادية القدس.

وأضافت أن سقف المغارة التي تضع العائلة فيها الماشية انهار على الطفل فادي وعمه، حيث لجأت العائلة إلى وضع الماشية في مغارة حفرتها، بعد عمليات نفذتها الإدارة المدنية التابعة للاحتلال بحق المنشآت الزراعية بالمنطقة واستهدافها لأي بناء جديد.

يذكر أن الاحتلال لا ينفك عن استهداف التجمعات البدوية، في جميع مناطق القدس، ويعمل جاهدًا على التضييق على الفلسطيني ومحاربته بسكنه وقوت يومه.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر:

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *