6 سنوات من البُعد.. الأسيرة مرح باكير في عيون والدتها
القدس المحتلة - القسطل: تستعيد ذكريات مؤلمة قبل ست سنوات، تتحدّث عنها وكأنها حصلت للتوّ واللحظة، تذكر كيف كانت ابنتها غارقة بدمائها، حولها الجنود، خائفين منها، رغم أنهم أصابوها بـ14 رصاصة في يدها التي ادّعوا بأنها حاولت تنفيذ عمليةٍ فيها.
تستعيد سوسن مبيض تفاصيل الحدث الذي حصل عام 2015، بعدما غادرت ابنتها المنزل باتجاه مدرستها في الشيخ جراح، اليوم الذي تلقّت فيه العائلة اتصالًا بأنّ مرح تلك الطفلة الصغيرة، أُصيبت برصاص الاحتلال، وعلى الوالد والوالدة الحضور فورًا للتحقيق.
ضمن برنامج “بروفايل أسير” على شبكة القسطل الإخبارية، تناولت الحلقة قصة الأسيرة المقدسية مرح باكير التي دخلت السجن طفلة، لتصبح اليوم ممثلة الأسيرات الفلسطينيات في سجن الدامون.
تقول والدتها سوسن مبيض “ست سنوات من التحدي والقهر والألم، كان لا بدّ أن تتحوّل المحنة التي عشناها إلى منحة، كنا نعيش كعائلة همّها أن تُربي أبناءها وأن يعيشوا بأمان، كنُا نسمع أخبار القدس وفلسطين، ولم نتوقع يومًا أن نصبح خبرًا، فحياتنا انقلبت بعد اعتقال مرح وإصابتها 360 درجة”.
“لا أنسى أبدًا عندما هرعت إلى المشفى على الفور، ووجدت ضابطًا إسرائيليًا يقف على باب غرفة ابنتي وقال لي: “مرح بطّلت إلكم.. صارت إلنا”، حينها تأثّرت كثيرًا بكلامه، ما الذي يقوله وما الذي يعنيه؟!”، تقول مبيض.
وتضيف: “عشنا تفاصيل لم نعشها سابقًا، مثل التحقيق والمسكوبية وغرف 4، لكنّ الله سبحانه وتعالى “بِبلي وبعين”، مدّني بالقوة لأصمد في التحقيق الذي استمر لمدة ساعتين، ومع والدها لمدة ساعة”.
وعن إصابة مرح، قالت مبيض: “من الساعة الثانية والنصف وحتى الساعة التاسعة مساء ذاك اليوم الذي أُصيبت فيه مرح، لم تخضع لأي عملية جراحية رغم حاجتها الشديدة لذلك، كانوا خائفين منها، من طفلة صغيرة ضعيفة، وتم تحويلها إلى مشفى هداسا عين كارم لإجراء العملية”.
سألتْ مبيض محامية مرح عن تعليمها، وهل يُمكنها استكماله في السجن فهي طالبة في الثانوية العامة “توجيهي”- بعد أن علِمتْ أن وضعها القانوني سيكون صعبًا- حينها أخبرتها المحامية أنها تستطيع ذلك. وكان طموح مرح أن تُكمل تعليمها لتدرس “سكرتارية طبية” لكن اعتقالها غيّر كلّ توجهاتها.
وضعها الصحي ..
الـ14 رصاصة التي اخترقت يد مرح، تسببت لها بتفتيت العظام بشكل كامل، فوضعوا لها “البلاتين” بيدها، لكنّ الفاجأة كانت بعد خمس سنوات على ذلك.
استطاعت العائلة بعد مناشدات من قبلها لأطباء حقوق الإنسان بالتدخل من أجل متابعة الحالة الصحية لمرح، بعد خمس سنوات تم إجراء صورة أشعة ليد مرح والتي تبين من خلالها أن البلاتين رُبط بالأعصاب والأوتار.
وقالت والدة مرح: “هذا يعني أن يد مرح قد تُصاب بشلل بسبب ما فعل الأطباء بيدها.. واليوم هي بأمس الحاجة للمتابعة الطبية وزرع عضل في يدها.. هذا ما أثبتته التقارير الطبية”.
أمّا عن بُعدها عن العائلة كل هذه السنوات قسرًا، تقول مبيض متأثّرة بشكل لافت خلال المقابلة: “مرح معنا في كل غرفة في البيت، بتسمعنا كلنا بكل اشي بنحكي فيه، من ست سنين ما حدا نام ع تخت (سرير) مرح، ممنوع حدا ينام عليه.. بالصيف والشتاء بتغيّر فرشها وبنغسل متلها متل كل إخوتها.. وهي بتعرف هاد الكلام”.
مرح كما تصفها والدتها هي بِكْرُها والأم الصغيرة، طيبة القلب، محبوبة الجميع والتي تثق بكل من حولها، لا تشكو من شيء، دائمًا ما تُريد أن تُطمئننا عنها، تُخفي أوجاعها.
يُشار إلى أن باكير (22 عامًا) اعتُقلت في الثاني عشر من تشرين أول/ أكتوبر 2015 قرب حي الشيخ جراح بالقدس، عقب إطلاق النار عليها، بادعاء محاولة تنفيذ عملية طعن، وهي محتجزة في سجن الدامون، وهي ممثلة الأسيرات الفلسطينيات.
تابعوا اللقاء كاملًا هنا :