"سلام لكلّ من يفكّر للحظة بنا".. إسراء جعابيص
التقيت صباح الخميس 30 كانون أوّل 2021 في سجن الدامون، قلعة في أعالي الكرمل السليب، بالأسيرة إسراء رياض جعابيص مبتسمة لتوصل سلامات زميلاتها في الأسر، أوصلتها سلامات الوالدين ومعتصمها، طمأنتها على تخت تيماء وعرباية ملاك، وبدأت تحدّثني عن أحداث القمعة الأخيرة والاعتداء السافر على الأسيرات، والتغييرات داخل السجن، والعقوبات، والأسيرات الجديدات (إم ليث، عُبادة، عبير الرجبي، سعديّة الخليليّة، نفوذ القاصر "وردة القسم").
تحدّثنا عن وضعها الصحي، والمماطلة في العلاج، والإهمال الطبّي و"تأمين الأسير". الأمور في المعتقل من سيء إلى أسوأ وتطالب بالعلاج، "بدنا معيشة كريمة، لا غير".
قرأت على مسامعي "كلمة أسيرة" ترغب في أن يقرأها سامر في برنامج "عمالقة الصبر" وجاء فيها:
"نحن الشامخون كالجبال نمضي سنينًا من أعمارنا في قبور وزنازين، نُبجّل ونُقدّر الحريّة ونستميت في التضحية لأجل أن يحيا الآخرون في سلام، ولأجل الأرض والعرض قدّمنا التضحيات.
ضحّينا للدفاع عن حقوق شعبنا، قد غاب عنّا، ونحن ما زلنا ها هنا قابعين، نُحاول أن نتناسى وجودنا عبر كتمان الألم والمعاناة متظاهرين أنّ المشقّة والمتاعب والمخاوف ستزول، ولكن عبثًا، نحن الأحياء في قبور أسّسها السجّان لتكون وِفق استطاعتنا في تحويل هذه القبور إلى جنان، نهرب من واقع الضجر إلى واقع الأحلام لنبني ونؤسّس جنّة الصمود".
أخبرتني عن عقوبات الزيارات والكانتينا والترميم المزعوم في غرفة اللقاء بالأهل.
تناولنا كتاباتها وإمكانيّة إصدار قريب لها.
بعثَت سلاماتها لأم يافا، وسلام كنعان ومُنى.. ولكلّ من يفكّر للحظة من وقته بنا.