استهدافٌ مستمرٌ من الاحتلال.. عائلة الحارس عليان: "نحنُ أصحابُ الأرض والحق"
القدس المحتلة- القسطل: لا تكفّ سلطات الاحتلال عن ملاحقة عائلة حارس المسجد الأقصى فادي عليان، فقبل عدة أيام جرّفت آلياتها أرض العائلة في العيساوية شمالي شرق القدس المحتلة، وأجبرتهم على هدم حظيرة للخيل قسراً.
بدأت عائلة عليان عامها الماضي بهدم آليات الاحتلال منزلها البالغة مساحته نحو 370 متراً مربعاً، ويحوي أربع شقق سكنية، يسكنها 17 فرداً بينهم 12 طفلاً.
أما نهاية العام، فكانت حزينة كما بدايته، حيث اعتقلت قوات الاحتلال نجلهم "الحارس فادي عليان"، أثناء ممارسة عمله في المسجد الأقصى، وأعقب اعتقاله، اقتحام قوات الاحتلال لمنزله، وتفتيشه وتخريب محتوياته.
تقفُ والدته سميحة عليان على الدمار الذي خلّفته آليات الاحتلال في أرض العائلة، وتقول لـ "القسطل" والدموع تنهمر من عينيها: "أكثر من إنهم هدموا البيت ورمونا برا.. لغاية اللحظة ما في عندنا بيت مستقل.. بنتنقل من مكان لآخر".
وتتابع أن: "أصعب موقف عندما اعتقلت قوات الاحتلال فادي.. هو أب لأربعة أطفال، يعمل ويلبي احتياجاتهم.. اعتقلوه دون سبب أثناء عودته من عمله".
وتؤكد عليان بحرقةٍ كبيرة أن سلطات الاحتلال اعتقلت نجلها عدة مرات، كما أُبعدته مراراً وتكراراً عن المسجد الأقصى ومكان عمله.
"ابني فادي يريد أن يعيش.. لم يقُمْ بعمل أي شيء.. هدموا لنا منزلنا وتشرَّدنا من مكانٍ لآخر.. قمنا ببناء غرفة للخيل، طالبونا بهدمها، وبعد أن هدمناها قسراً، عادت قواتهم ودمرت كل شيء بالأرض.. لماذا كل هذا؟".
تصمتُ عليان قليلاً، ثم تتابع كلماتها بغصّة: "حسبي الله ونعم الوكيل.. مش عارفين نعيش.. إحنا مش مرتاحين لا برا ولا جوا.. والله ما إحنا عارفين نعيش".
أما زوجها علي عليان، يسرق نظراته المليئة بالقهر على الدمار الذي خلّفته آليات الاحتلال بأرضهم، ويُحدّث "القسطل" قائلاً: قبل يومين، اقتحمت قوات الاحتلال أرضنا، ودمرت كل شيء هنا، ومن ثُمّ انسحبت من المكان.
ويتساءل عليان بحسرةٍ كبيرة، ويضيف: "هذه العملية لا يقبلها أي إنسان.. أين العدالة؟ أين القانون الدولي؟ أين الإنسانية؟ يجب وضع حد لهذه المهزلة التي تحدث هنا".
لكن في القدس لا نعرف سوى الصمود والثبات، وأكد عليان على ذلك قائلاً: "نحن نعيش في أرض آبائنا وأجدادنا.. نحنُ أصحابُ الأرض والحق.. صامدون وثابتون هنا للأبد حتى قيام الساعة".
ولفت إلى أنهم بانتظار محاكمة نجلهم فادي، مؤكداً على حاجتهم الماسّة لوجوده بينهم، وبين أطفاله الأربعة، مُردداً: " لديه أولاد والوضع صعبٌ جداً بدونه".
يشار إلى أن قوات الاحتلال قامت خلال هذا الأسبوع، بتجريف الأرض الجنوبية الشرقية من أراضي بلدة العيساوية؛ من أجل إنشاء مشروع ما تسمى بـ “الحديقة الوطنية"، وهي “حديقة تلمودية” تمتد من أراضي بلدتيْ العيساوية والطور، وصولاً إلى وادي الربابة في سلوان.
كما تتعرض بلدة العيساوية إلى حملة انتهاكات مستمرة من القمع والتنكيل، ويحرم الاحتلال أهاليها من البناء أو التوسعة في أراضيهم.
. . .