الثنائي أبو عيشة والقواسمي يقدّمان تاريخ البشر والحجر بطريقة فُكاهيّة
القدس المحتلة - القسطل: لقاؤهما اليومي ليس عاديًا، إنه امتزاجٌ بين حضارات القدس التاريخية والموروث الشعبي والشخوص التي ارتبطت أسماؤها في كل زاوية في العاصمة المحتلة. لكنّ هذا اللقاء الذي بات ينتظره الفلسطينيون في البلاد والمغتربون عنها، يتم بشكل مرح، ارتجالي، عفوي، فكاهي ومعرفي.
المقدسيّان؛ الفنان حسام أبو عيشة، والكاتب عيسى قواسمي منذ فترة ليست بالبعيدة، أصبحا يُتحفان متابعيهما على مواقع التواصل الاجتماعي بالمحتوى الذي يقدّمانه بطريقة جذّابة، ممتعة ومحبّبة كثيرًا إلى النفس، وتلك آراء المتابعين الفلسطينيين والعرب لهما، ممن يعشقون كل ذرة تراب من القدس.
يقدمان مقاطع مصوّرة بشكل يومي، يتولّى أحدهما مهمة تصوير الآخر، فعلى القواسمي أن يتحدّث عن تاريخ المكان، وأبو عيشة عن الشخوص وما أسماه “الحدّوتة” الفلسطينية للمكان ذاته. يتنقّلان من زقاق إلى آخر، ومن حارة لأخرى في البلدة القديمة من القدس الحبيبة، فيعيش المتابع معهما كما لو أنه معهما في تلك الجولة.
يقول الفنان أبو عيشة عندما التقته ”القسطل”: “إن الفكرة بسيطة للغاية، القدس عبارة عن كنز، حضارات متواصلة فوق بعضها البعض، وكوْني أنا وعيسى من مواليد البلدة القديمة، فأنا وُلدت بحارة السعدية، وعيسى في باب السلسلة، فنحن عشّاق هذه العاصمة، ونحبّها كثيرًا”.
ويضيف أن لديه والقواسمي معلومات تاريخية عن المدينة المحتلة، إضافة لمعرفتهما بـ”ناس القدس”، لذلك دمجا فكرتين جميلتين تمثّلتا في؛ تاريخ البشر والحجر، “الحجر من غير بشر ما إله معنى والعسكس صحيح”، على حد قوله.
أما القواسمي فيقول لـ”القسطل” إن تلك المقاطع التي يقومان على تصويرها ومنتجتها ثم عرضها على المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت تُؤثّر عليهم بشكل أكبر من المنشور المكتوب “الجامد” -كما وصفه-.
ويبين أن مقاطع الفيديو قُدّمت بطريقة مرحة، ساخرة، خفيفة، ومن خلالها نمرر معلومات تاريخية، حضارية، ودينية، إلى جانب “الحدّوتة” الفلسطينية من الموروث الشعبي الفلسطيني المقدسي.
تلك المقاطع أثبتت أنها قادرة على تقريب القدس وأهلها من الفلسطينيين الذين لا يستطيعون الوصول إلى العاصمة، أو أولئك الذين يعيشون خارج البلاد، إلى جانب العرب ممن يعشقون القدس، بحسب أبو عيشة والقواسمي.
وأوضحا أن تلك المشاهد المصوّرة التعريفية، لاقت استحسانًا وإقبالاً كبيرًا من قبل المتابعين، الذين باتوا يصرّون على عدم توقفهما بل استمرارهما في هذه الطريقة المحبّبة فيكسبون معلومات تاريخية عن المدينة وموروثها الشعبي، وبذلك يكون أبو عيشة والقواسمي قد جعلا “القدس تعيش في قلب كل محرومٍ من دخولها”.