زراعة الشجر وخلع البشر
يُعتبر "الصندوق القومي اليهودي" المعروف باسم "الكيرن كييمت" وبالمعنى التوراتي "صدقة من أجل الآخرة"، من أقدم المؤسسات الصهيونية الاستعمارية العرقية التي عملت ولا زالت تعمل على احتلال الأراضي الفلسطينية وتسجيلها لليهود فقط.
وما يميز هذه المؤسسة الصهيونية أنها حافظت على أهدافها حتى بعد قيام دولة "إسرائيل" واحتلالها لأغلب أراضي فلسطين التاريخية، علماً أنها تمتلك 13% من الأراضي الفلسطينية التي تم احتلالها في عام 1948، ومازالت تحافظ على قوتها وعملها، في واقع أن عملية استعمار فلسطين ما زالت تجري على أكثر من مسار ولكن أهمها هو الحصول على الأرض.
وتُعتبر هذه المؤسسة الصهيونية التي نشأت في أوروبا الاستعمارية من أكثر الأدوات التنفيذية لاحتلال فلسطين، والتي قامت على جمع التبرعات؛ من أجل شراء الأرض لبناء المستوطنات وإسكان اليهود في فلسطين.
وقد اشتهرت أيضاً بعمليات التشجير وإقامة الغابات في فلسطين، وللوهلة الأولى تعتقد أنها منظمة بيئية خضراء تعمل للحفاظ على نظافة النظام البيئي، ولكن عندما تتعمق بنشاطاتها الخضراء تكتشف أنها تزرع الأشجار في الأراضي المصادرة والمسربة؛ حتى لا يبني أصحابها عليها.
إضافةً لذلك، تقوم بزراعة الأشجار في محيط القرى الفلسطينية كما يحدث في النقب؛ من أجل مصادرة الأراضي، وتقليص المساحات الفلسطينية، وحصار التجمعات الفلسطينية البدوية.
ومن أكبر الجرائم التي عملت "الكيرن كييمت" على تنفيذها هي محو آثار القرى الفلسطينية التي تم احتلالها وتدميرها من قبل العصابات الصهيونية عام 1948، فقد قامت بزراعة الغابات في مكان القرى التي تعرضت إلى التطهير العرقي، وأقامت المتنزهات فوق أنقاض ضحايا أكبر تطهير عرقي جرى في منتصف القرن الماضي.
ومن جرائمها في القدس (بارك كندا) التي أقامتها على أنقاض قرى اللطرون، بالإضافة إلى الغابات في جبال القدس الغربية مكان القرى والبلدات التي تم تهجيرها عام 1948.
. . .