اتحاد أولياء الأمور: واقعٌ أليم تعيشه مدارس القدس التي تُحارب من بلدية الاحتلال
القدس المحتلة - القسطل: أصدر اتحاد أولياء أمور طلاب مدارس القدس بيانًا تحدث من خلاله عن الواقع الأليم الذي تعيشه مدارس القدس في ظل محاربتها من قبل بلدية الاحتلال التي تُحاول محو المنهاج الفلسطيني بالكامل، وتحويل التعليم للمنهاج “الإسرائيلي”، والتضييق على المدارس التي ما زالت صامدة وتدرّس المنهاج الفلسطيني
وقال الاتحاد في بيانه إن “التعليم في القدس الشريف أصبح منهارًا إلى حد كبير وخصوصًا بالسنوات الأخيرة، وذلك لأسباب عدة، منها القرارات التي جرت مؤخرًا بسبب “كورونا” والتعليم عن بُعد، إلى جانب انعدام البنى التحتية للمدارس في شرقي القدس، ومحاربة بعض المدارس من قبل بلدية الاحتلال عبر عدة أساليب.
وجاء في البيان: “أن تعدد المظلات التعليمية وسياساتها المختلفة بالأنظمة والقوانين والإمكانيات أضعف كثيرًا مستوى التعليم والتعلم، فأصبحت مدارس وكالة الغوث على وشك الإغلاق، ومدارس الأوقاف تقل أعداد الطلبة فيها إضافة لشح الإمكانيات فيها، ولكنها تعتبر الأفضل تعليميًا ولكن التحديات فيها كثيرة وكبيرة”.
وأضاف أم “المدارس الأهلية والخاصة أصبحت همها الأول جني الأموال والأرباح ولكي لا نظلمها فبعضها يعتبر من أفضل المدارس من الناحية التعليمية والتربوية رغم ارتفاع الأقساط فيها، ومدارس البلدية أصبح الطابع التعليمي فيها بالتسابق فيما بينها بمن أكثر بالأنشطة والفعاليات والتي طغت على جودة التعليم فيها رغم الإمكانيات المتوفرة والمدعومة وخصوصًا لمن يدخل المنهاج الإسرائيلي بمدرسته”.
وقال الاتحاد إن بعض مدارس البلدية -التي تعلم المناهج الفلسطينية- تُحارَب من خلال قرارات ومخططات بلدية الاحتلال ذاتها، ساعية إلى إضعافها وسد روافد التسجيل إليها، من أجل تركيز التعليم في وسط مدينة القدس، وعبر مدارس البلدية التي تعلم المنهاج الإسرائيلي، والقضاء على المناهج الفلسطينية كما هو مخطط، حيث تم مؤخرًا توزيع إخطارات هدم لمنشآت وهدم أخرى في حيّي الشيخ جراح ووادي الجوز، لغرض إنشاء مبان تابعة للبلدية وبناء مدارس فيها على حساب أراضي الفلسطينيين هناك ومصادر أرزاقهم.
وأكد أن الاحتلال عمل على إضعاف التعليم وتقليل أعداد الطلبة في مدارس البلدة القديمة من خلال العراقيل التي تضعها قوات الاحتلال، من عمليات التفتيش اليومية، والاعتقالات والضرب والتنكيل بالطلاب والطالبات على أبواب وأزقة البلدة القديمة، ناهيك عن اقتحام المدارس ومنع دخول كتب المنهاج الفلسطيني، ما تسبب في حالة من القلق لدى أهالي الطلاب، وعدم التحاق أبنائهم في تلك المدارس.
وأشار إلى أن المدارس التابعة للأوقاف في القدس، باتت شبه خالية من الطلبة، وأن ما تبقى من مدارس فهي تابعة للبلدية حيث تم إقحام صفوف “البيجروت” الإسرائيلي فيها، وسنرى لاحًقا بأن المنهاج الذي يدرّس فيها هو المنهاج الإسرائيلي كاملًا.
ولفت اتحاد أولياء أمور طلاب مدارس القدس في بيانه، إلى سيطرة بلدية الاحتلال على أبنية تاريخية بمركز المدينة وتحويلها إلى “تعليم إسرائيلي”، لافتًا إلى أن مبنى الكلية الإبراهيمية سابقًا أصبح اليوم مدرسة كبيرة وسط القدس تدرّس المنهاج “الإسرائيلي” تسمى “مدرسة العلا”، وكذلك في واد الجوز تم افتتاح مدرسة ضخمة وبإمكانيات كبيرة تسمى “مدرسة الوادي”، وفي الشيخ جراح تم تحويل مدرسة عبد الله بن الحسين الثانوية للذكور إلى مدرسة تعلم الموسيقى والمنهاج الإسرائيلي تسمى “مدرسة إبداع”، مشيرًا إلى أنه يجري تحويل التعليم في مدرسة عبد الله بن الحسين الثانوية للبنات إلى المنهاج الإسرائيلي شيئًا فشيئًا.
وبين أن بلدية الاحتلال هدمت منازل عائلة صالحية بالشيخ جراح واستولت على الأراضي هناك من أجل إقامة مباني تعليمية ستدرّس المنهاج الإسرائيلي.
كما أن هناك “هجمة شرسة” بحسب الاتحاد على مدرسة الرشيدية في القدس، وتجفيف روافد التسجيل إليها، وهي من ضمن مدرستين فقط، تدرّس المنهاج الفلسطيني في وسط القدس.
وجاء في بيان الاتحاد أن المدارس التي تدرّس “البجروت” في القدس، تعتبر من أضعف المدارس على المستوى التعليمي، فطاقم التدريس فيها ضعيف وغير مؤهل.
وتساءل الاحاد في بيانه، أليس تعليم أبنائنا المنهاج الإسرائيلي حرامًا شرعًا، ومن يعلمه يقع بالمحرمات؟ وذلك حسب الفتوى الشرعية التي ذكرها الشيخ عكرمة صبري والصادرة عن المجلس الأعلى لمركز الإفتاء؟!”.