"صعبة كثير.. بتوجع القلب".. المقدسي نسيب عبيد يُجبر على هدم منزله قسراً في العيساوية
القدس المحتلة- القسطل: هو المسلسل الذي لا ينتهي، فأوامر الهدم والإنذارات لا تتوقف، والوجود الفلسطيني في العاصمة المحتلة بات في خطر شديد، فالانتهاكات متصاعدة، والتشريد والتهجير سياسة تتخذها سلطات الاحتلال في كافة البلدات المقدسية.
عشرة أفراد من عائلة عبيد كانوا يحلمون بالعيش في منزلٍ جديد، أكبر من منزلهم السابق، يتسع لأحلامهم وذكرياتهم، لكنها قرارات الاحتلال الظالمة تُعدم الأحلام قبل تحقيقها.
يوم أمس، أُجبر المقدسي نسيب عبيد على هدم منزله الذي كان يحلم أن يسكنه وزوجته وأبنائه الثمانية، في بلدة العيساوية شمالي شرق القدس المحتلة، بمساحة لا تتعدى الأربعين متراً مربعاً.
يروي المقدسي عبيد لـ "القسطل" تفاصيل ما حدث قائلاً: "عندما بدأت ببناء المنزل، في الأسبوع الأول جاءت بلدية الاحتلال إلى المكان، وفي الأسبوع الثاني سلّمتني قرار وقف بناء، أما الأسبوع الثالث تسلّمت قرار هدم".
ويتابع: "لديّ محكمة ومهندس ومحامي ومساح.. لكن البلدية لم تسلمني مخالفات مالية وسلّمتني قراراً بالهدم".
وبحرقةٍ كبيرة يُبيّن عبيد أن منزله السابق أصبح صغيراً لا يتسع، وأطفاله كبروا، ولكن الاحتلال حطم أحلامهم قبل اكتمالها.
"أن تهدم تعبك بيديك مُكرهاً صعب جداً.. يوجع القلب.. لا أتمنى لأحد أن يعيش هذا الشعور"، هذه الكلمات التي لم يتوقّف عبيد عن ترديدها بعد أن أُجبر على هدم منزله وأحلامه في ذات الوقت.
ولكن في القدس لا نعرف سوى الصمود والقوّة وأكد عبيد على ذلك مردداً: "هذه قرارات عنصرية وعملية تهجير قسرية ينتهجها الاحتلال بحق المقدسيين، ولكن نحن صامدون هنا مهما فعلوا بنا الحمدلله".
واختتم مضيفاً: "هم يهدمون ونحن صامدون ونعيد البناء.. الاحتلال لا يكسر قوّتنا وعزيمتنا.. الحمدلله رب العالمين".
يُشار إلى أن الاحتلال صعّد من عمليات الهدم، حيث رصدت “القسطل” هدم 34 منشأة سكنية وتجارية وزراعية خلال كانون الثاني/ يناير الماضي، من بينها عمليات الهدم القسري.
. . .