- القدس المحتلة-القسطل: "سوف نبقى صامدين في هذه الأرض، والشجاعة والثبات نستمدهما من إيماننا بهذه الأرض وأحقيتنا فيها، هذه معركة صمود وتحدي نخوضها اليوم ضد الاحتلال"، يقول المقدسي أحمد أبو الهوى الذي هدم الاحتلال منزله مؤخرا، ويتعرض لسلسة إجراءات لطرده من أرضه.
في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، هدمت سلطات الاحتلال منزلا قيد الإنشاء يعود للمقدسي أبو الهوى في بلدة الطور بمدينة القدس المحتلة، كان ينوي بناءه لأبنائه المقبلين على الزواج، وهي المرة الثانية التي يهدم فيها الاحتلال منزلا له، ففي المرة الأولى هدم بناية سكنية من أربع شقق تعود له ولشقيقيه، ما أدى لتشتت العائلة.
يقطن أبو الهوى مع عائلته المكونة من ثلاثة أولاد وابنة في منزل قديم لهم، يقع بجانب المنزل الذي تم هدمه، وهو أيضا مهدد بالهدم، ويطمع الاحتلال بالسيطرة على أرضه لأهمية موقعها الاستراتيجي، إذ تقع قبالة المسجد الأقصى.
يقول أبو الهوى لـ"
القسطل":"من الصعب أن يُهدم منزلك، لكن الأصعب أن تترك الأرض، وهو ما دفعنا لإعادة البناء في نفس المنطقة في المرة الثانية، ونحن لا نفكر بالرحيل من هنا، لأننا ندرك أطماع الاحتلال، إذ أن هناك مخططا إسرائيليا لبناء مطلة "منتصف القامة" في هذه المنطقة".
يضيف أن المقدسي لا يشعر بالحزن عندما يقدم شيئا لوطنه بصموده ومحافظته على أرضه، وهو رغم العروضات وأسلوب الترغيب والترهيب الذي تتبعه مخابرات الاحتلال وسماسرته إلا أنه يرفض التنازل عن أرضه وبيته.
في إحدى العروض التي قدمها الاحتلال له شراء منزل له في أوكرانيا، وتقديم مطعم وسيارة ومليوني دولار له، أما سماسرة الاحتلال قدموا له عرضا 12 مليون دولار مقابل أرضه، وعندما رفض عروضهم قالوا له:"اليوم بترفض، بكرة بتصير تقول ساعدوني أطلع من هون".
حاول الاحتلال اقناع أبو الهوى بإعطائهم طابقا واحدا مقابل بناء أربعة طوابق له، بحجة أن البيت غير مرخص، وهم قادرون على المحافظة عليه.
يشير أبو الهوى إلى أن الاحتلال يرفض منح تراخيص لأهالي بلدة الطور، إذ كان يصنفها الاحتلال في الماضي منطقة خضراء، لُيحولها إلى منطقة ذات اللون البني في الثمانينات، يمنع البناء فيها، ليخرج أهالي المنطقة في حينها للاعتصام ضد القرار، إذ أن خطر الهدم يهدد 30 عمارة سكنية.
في البيوت المجاورة لمنزل أبو الهوى، يقطن مستوطنون متطرفون استأجروا تلك المنازل، وهم يمارسون اعتداءاتهم على عائلته لتهجيرهم وطردهم، إذ يعترضون طريقهم، ويتم مضايقتهم وإلقاء البيض على سكان المنطقة، وهم من يقتحمون ويعتدون على مصلى باب الرحمة، بحسب قول أبو الهوى.
يمارس المستوطنون الطقوس التلمودية على شرف المنازل، وينفخون في الأبواق ويؤدون صلواتهم، ويعتبرون منزل عائلة أبو الهوى عائقا يحول بينهم وبين طقوسهم، إذ يمنعهم من رؤية المسجد الأقصى الذي يقع قبالتهم.
أبو الهوى اعتقله الاحتلال ثلاث مرات ما مجموعه عشر سنوات، ويفرض الاحتلال عليه ضرائب باهظة، ويجبره على دفع تكاليف هدم منزله لبلدية الاحتلال، ويلاحق أبناءه بالاعتقال والإبعاد، لكنه رغم تلك الإجراءات يرفض الرحيل.
. . .