"سمراء تُقاوم".. إيمان الكسواني مقدسيةٌ قاومت الاحتلال ودافعت عن نفسها
القدس المحتلة - القسطل: بعد خمسين يومًا على والدتها، أرادت في يوم الإسراء والمعراج أن تذهب لزيارتها، ثم لتُشاهد كغيرها من المقدسيين فرق الكشافة والاحتفالات في باب العامود ولتفرح قليلًا، لكنّ ما حصل معها قلَبَ الحكاية.
إيمان الكسواني، فتاة من ضمن 22 معتقلًا في القدس تم زجّهم في مراكز توقيف الاحتلال عقب الاعتداء عليهم بالضرب المُبرح، تعرّضت لأبشع أنواع العنف من قبل عناصر الشرطة الذين لم يكتفوا بتقييدها واعتقالها بل فعلوا بها أمورًا أعظم.
بعدما تم الإفراج عنها، التقت القسطل الكسواني التي كانت عائلتها قد نقلتها للمشفى لتلقّي العلاج بعدما حرمتها شرطة الاحتلال من إحضار إسعاف لها عقب الحادثة الأليمة.
تقول الكسواني عن اعتقالها في الـ28 من شهر شباط الماضي: “ذهبت لزيارة قبر أمي في مقبرة باب الأسباط، ثم توجهت نحو باب العامود، حيث الاحتفالات بذكرى الإسراء والمعراج”.
وتضيف: “فجأة.. وجدت جنديًا قد بدأ بدفعي فدافعتُ عن نفسي، ثم بدأ بضربي إضافة إلى ستة أو سبعة عناصر أخرى.. لم أفعل شيئًا..”.
وفقًا لما نشره الصحفيون والنشطاء الذين كانوا في تغطية للحدث، فإن الكسواني كانت تقف عند مدرّج باب العامود، وإذ بأحد جنود الاحتلال يدفعها لتبدأ المعركة، حتى أسماها النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي لدى نشر مقاطع الفيديو التي تخصها “سمراء تُقاوم”.
مجموعة من جنود الاحتلال معهم الهراوات وصاعقات الكهرباء، بدأوا بسحلها وضربها على أنحاء جسدها، رغم ذلك، كانت تُقاوم وتُدافع عن نفسها، تُحاول منع اعتقالها حتى آخر نَفَس، فعندما حاولوا إدخالها إلى دورية الشرطة، قاومت أيضًا مجددًا، لكنّ الضرب العنيف الذي تلقّته أنهكها.
وتضف: “شعور بشع لما شفت إني بين أربع حيطان.. أولها خُفت.. بس أنا ما بخاف غير من الله”.
وأشارت إلى أنهم دفعوها، سحلوها، سحبوها لأعلى باب العامود، داسوها ببساطيرهم، صعقوها بالكهرباء، ولم يقدّموا لها الإسعاف الأولي، ثم أفرجوا عنها بشروط.
تبين الكسواني لـ”القسطل” أنهم أفرجوا عنها عقب تمديد اعتقالها لصباح اليوم التالي، بعد تقديمها للمحاكمة، حيث تم الإفراج عنها شرط إبعادها عن باب العامود لمدة شهر، وإذا أخلّت بذلك فعليها دفع عشرة آلاف شيقل.
أمّا والدها، يحدّثنا عن اللحظات الأولى لاتصالات الأهل والأصدقاء عليه، وتبليغه بأن ابنته تُضرب على يد عناصر الاحتلال في باب العامود.
ويوضح: “أعلم أن ابنتي ذهبت لزيارة والدتها في المقبرة.. أرسلوا لي الصوت وتأكدت بأنها ابنتي، ذهبت لمركز شرطة الاحتلال في شارع صلاح الدين ولم يفدني أحد، ثم إلى مركز “عوز” جنوب القدس ولم يعطني أحدهم أي معلومة عن ابنتي”.
بعد مماطلة لعدة ساعات، وانتظار حتى الساعة الـ12 (منتصف ليلة الاعتداء على إيمان) عاد إلى بيته بعدما فقد الأمل منهم، وقال: “عدت للبيت، وإذ باتصال يردني بأن ابنتي ستُعرض غدًا على محكمة الصلح”.
في صباح اليوم التالي عُرضت على المحكمة، وكانت التهمة التي حاول المدعي العام تلفيقها هي “إلقاء زجاجة على جندي”، فطلب القاضي إثباتات بذلك، بحسب ما قاله والدها. وأوضح: “لا يوجد ما يُدين ابنتي..الصور والفيديو توضح ما جرى”.