الطفلان سنقرط وحجازي.. تحوّلت نزهتهما إلى تنكيلٍ واعتقال
القدس المحتلة- القسطل: قبل أيامٍ قليلة، نُشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع مصور لجندي إسرائيلي ينكّل بطفلين عقب اعتقالهما في العيساوية، حيث كان الطفلان خائفين مرتجفين، يبكيان بشدة، ويسألان من كان حولهما من الناس “عمي شو بدهم يعملولنا.. والله ما عملنا اشي“.
الطفلان المقدسيان محمد سنقرط (9 أعوام) وداوود حجازي (11 عاماً)، خرجا من منزلهما في بلدة العيساوية شمالي شرق القدس المحتلة، للعب والتنزه في الطبيعة، ولم يتوقعا أن تتحوّل هذه النُّزهة إلى تنكيلٍ واعتقال.
يروي الطفل المقدسي داوود حجازي التفاصيل لـ "القسطل" قائلاً: "يوم الأحد الماضي، خرجنا أنا ومحمد للتنزه في أرض صغيرة مليئة بالنبات، كُنّا نشعر بسعادةٍ كبيرة.. فجأة توقف جيب الاحتلال بالقرب منّا، اعتقدنا أنه سيعتقل شخصاً آخر".
ويتابع والتوتر يُسيطر عليه: "خرج جنود الاحتلال من الجيب.. أرعبونا، هددونا برشّ الغاز، واعتدوا علينا بالضرب المُبرح.. لم أستطع في ذلك اليوم النوم بتاتاً".
ويُبيّن حجازي أنه في تلك اللحظات الصعبة، وصلت مركبة بيضاء اللون إلى المنطقة، اعتقد في حينها أنها تعود لأشخاص مقدسيين جاؤوا لنجدتهما وتخليصهما من جنود الاحتلال، إلّا أنهم كانوا "مُستعربين".
أما والده فايز يوضح لـ "القسطل" أنه تلقى نبأ اعتقال ابن جيرانه الطفل محمد عبر الهاتف، وفي حينها، جُنّ جنونه وكل ما بدأ يفكر فيه حالة طفله داوود، وماذا يحصل معه.
ويقول: "يوجد في يد ابني داوود "بلاتين"، بسبب تعرّضه لكسرٍ في طفولته.. عندما اعتقلوه كنت أخشى من أن يحدث ليده شيء مرةً أخرى.. تمنيت لو أنهم قاموا باعتقالي بدلًا منه".
ويضيف متألّماً أن "قوات الاحتلال حققت مع طفلي داوود 3 مرات دون مراعاة صغر سنه.. أما محمد عندما خرج فكان يبكي.. كان هذا صعب جداً".
هكذا يكبر الأطفال في مدينة القدس، بدلاً من أن يعيشوا طفولةً جميلة، ترتبط ذكرياتهم بالمعتقلات ومراكز التوقيف والاعتداءات بالضرب من قبل جنود الاحتلال وغيرها من التفاصيل المؤلمة.
يجلس بجانبهما الطفل محمد سنقرط، ويُحدّث "القسطل" عن تلك اللحظات الصعبة بنبرةٍ حزينة قائلاً: "كنت ألعب مع داوود وسط الطبيعة، وعندما أوشكنا على المغادرة.. اعتقلتنا قوات الاحتلال واعتدت علينا وهددتنا برشّ الغاز.. كما قامت مستعربة بالتقاط صورٍ لنا".
جدير بالذكر أن قوات الاحتلال تشن يومياً حملة اعتقالات، حيثُ اعتقلت نحو 165 فلسطينياً من مدينة القدس المحتلة وضواحيها خلال شهر شباط الماضي، من بينهم أطفال ونساء وفتيات، بحسب توثيق "القسطل".
. . .
رابط مختصر
هيئة التحرير