لماذا يؤجل الاحتلال البتّ في قضية إخلاء الخان الأحمر؟
القدس المحتلة- القسطل: أجّلت المحكمة "العليا" التابعة للاحتلال يوم أمس الأحد، قرار إخلاء الخان الأحمر شرقي القدس، لمدة أربعة أشهر، وذلك لمنح حكومة الاحتلال مهلةً إضافية لتسوية القضية.
وكانت حكومة الاحتلال، قد طلبت منذ أيام من المحكمة، تأجيل البتّ في الالتماس الذي يطالب بتنفيذ الإخلاء، لمدة 30 يوماً أخرى، وهو الطلب السابع المماثل الذي تقدمه حكومات الاحتلال المتعاقبة منذ 3 سنوات.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، وافقت محكمة الاحتلال "العليا" على طلب الحكومة، إرجاء إخلاء تجمع الخان الأحمر لمدة 6 أشهر، وقالت المحكمة في قرارها، حينها، إنها "توافق على طلب الحكومة تمديد تأجيل الإخلاء حتى السادس من آذار/ مارس الجاري".
ولفتت إلى أنها "اتخذت قرارها هذا، في ضوء ما تلقته من الحكومة عن "تقدم ملموس" في التوصل إلى حل لهذه القضية مع السكان".
وبالعودة إلى أيلول/ سبتمبر 2018، كانت قد أصدرت المحكمة "العليا" قراراً نهائياً بهدم وإخلاء الخان الأحمر، بعد رفضها التماس سكانه ضد إخلائهم وتهجيرهم وهدم التجمع، المكوّن أغلبه من خيام ومساكن من الصفيح.
التكاتف المقدسي
وحول أسباب تأجّيل البتّ في القضية عدّة مرات، يقول الباحث في جمعية الدراسات العربية مازن الجعبري لـ "القسطل": "هناك قرار من المحكمة "العليا" التابعة للاحتلال بإخراج السكان من منطقة الخان الأحمر وطردهم منها، وقبل عدّة سنوات كانت هناك وقفة مقدسية وحراك تضامني مع السكان الفلسطينيين في الخان".
ويُبيّن الجعبري أن جهود السكان وتكاتف المقدسيين أدى إلى تجميد قرارات الحكومة "الإسرائيلية" ومحاكم الاحتلال بإخلاء سكان الخان الأحمر، في الوقت الحالي وأثناء فترة حكم "نتنياهو"؛ خوفاً من ردة فعل الشارع الفلسطيني والمقدسي.
ويضيف أن: "هذه القضية عادت مرةً أخرى للمحاكم بسبب استئناف قدمته بعض الجمعيات الاستيطانية، ضد قرارات المحاكم والحكومة "الإسرائيلية" بتأجيل طرد السكان وتجميد عملية تهجيرهم من الخان الأحمر".
وأوضح قائلاً: "بناءً عليه، تم تأجيل البتّ في هذا القرار عدّة مرات، أمّا في القرار الأخير، فقد قررت المحكمة "العليا" تأجيل القضية لمدة 4 أشهر، وذلك بطلب من الحكومة الإسرائيلية".
ويؤكد الجعبري في حديثه مع "القسطل" أن الحكومة "الإسرائيلية" تخشى من اتخاذ أي قرار بإخلاء السكان رغم وجود قرار بالإخلاء؛ لأن القضية أصبحت قضية جماهيرية وشعبية، وقضية رأي عام على المستوى الدولي.
الجعبري: خشية من شهر رمضان القادم
أمّا حول السبب الآخر الذي يدفع حكومة الاحتلال لتأجيل البتّ في قضية إخلاء الخان الأحمر، يُبيّن الجعبري أن الاحتلال يخشى من شهر رمضان القادم، والذي لا يفصلنا عنه سوى عدّة أيام.
ويقول إن "حكومة الاحتلال تخشى من أن يكون هذا الشهر ملتهبًا في المدينة المقدسة؛ لذلك تحاول تأجيل الكثير من قراراتها الاستيطانية والإخلائية كما حصل في حي الشيخ جراح، وما حصل أمس في الخان الأحمر، عدا عن قرار قائد شرطة الاحتلال بتجميد عمليات هدم المنازل في القدس والنقب، وذلك بسبب حراك أهالي جبل المكبر".
ما بعد الـ 4 أشهر..
يحيط بمنطقة الخان الأحمر عدد من المستوطنات؛ حيث يقع التجمع ضمن الأراضي التي تستهدفها السلطات "الإسرائيلية" لتنفيذ مشروعها الاحتلالي المسمى بـ (E1)، والذي يتضمن إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية؛ بهدف ربط مستوطنة "معاليه أدوميم" مع مدينة القدس.
ويردف الجعبري أن "هذه القضية لن يتم إنهاؤها لأن هناك عدّة مخططات للاحتلال في المنطقة؛ يريدون إقامة العديد من المستوطنات فيها وإيجاد بدائل للفلسطينيين، كما يريدون منع سكان الضفة الغربية من المرور بالشارع المحاذي، والذي يؤدي لمنطقة أريحا والأغوار والجسر".
كما يعتقد الجعبري في حديثه مع "القسطل" أن القرار الذي ستتخذه سلطات الاحتلال بعد أربعة أشهر، يعتمد على الحراك الشعبي والوضع في مدينة القدس.
وأشار إلى أن: "ردة فعل السكان والشارع المقدسي، هي الخشية الوحيدة عند الحكومة الإسرائيلية من تنفيذ عمليات التهويد والإخلاء، وهي من تجبرها على تجميد وتمديد قراراتها وعملياتها الاستيطانية".
. . .