خوفًا من التصعيد والعمليات.. شرطة الاحتلال تستنفر عناصرها في القدس
القدس المحتلة - القسطل: أعلنت شرطة الاحتلال استنفار عناصرها في القدس في ظل دعوات المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى المبارك في عيدهم العبري “المساخر” أو ما يطلقون عليه “البوريم” يومي الأربعاء والخميس.
وذكرت صحفية “إسرائيل اليوم” العبرية، أن شرطة الاحتلال استنفرت قواتها في العاصمة المحتلة عشية إعلان المستوطنين نيتهم اقتحام المسجد الأقصى يومي الأربعاء والخميس (غدًا وبعد غد) للاحتفال بعيدهم “المساخر”.
وبحسب الصحيفة فإن هذا الإعلان يأتي في ظل مخاوف شديدة من تنفيذ فلسطينيين عمليات طعن. كما أن ذلك يأتي في ظل الخلافات الشديدة بين “وزارة الأمن الداخلي” التابعة للاحتلال وجيشه حول الصلاحيات والتسهيلات وطريقة التعامل مع الفلسطينيين خلال شهر رمضان.
وظهرت تلك الخلافات بشكل واضح خلال الاجتماع الذي عقده رئيس حكومة الاحتلال بينت يوم الأحد الماضي مع رؤساء “الأجهزة الأمنية” التابعة للاحتلال حول الاستعدادات والخطوات التي ستتخذها “إسرائيل” خلال شهر رمضان.
وحذر “وزير الأمن الداخلي” عومر بارليف من التصعيد قبل نحو أسبوع، وقال: “الإرهابيون والمتطرفون سيواصلون محاولة إحراق المنطقة“. في حين قال أحد كبار المسؤولين في شرطة الاحتلال “يبدو أن إرهاب السكاكين قد عاد”.
اقتحام "البوريم"..
وكانت جماعات “الهيكل” دعت لاقتحام المسجد الأقصى، يوم الخميس؛ احتفالًا بعيد “المساخر” العبري.
ونشرت الجماعات عبر صفحاتها على منصات التواصل الاجتماعي دعوة لمناصريها لاقتحام المسجد الأقصى خلال ساعات الاقتحام اليومية.
ووفقاً للباحث المختص في دراسات القدس زياد ابحيص، تحاول جماعات “الهيكل” خلال يومي الأربعاء والخميس، فرض طقوس “البوريم” في الأقصى ضمن مسعاها لفرض كامل الطقوس التوراتية فيه.
وبيّن ابحيص أن هذه الاقتحامات يتخللها تنظيم اقتحامات مركزية للأقصى بقيادة كبار حاخامات “الهيكل”، قراءة فقرات من “سفر إستير” بصوتٍ مرتفع داخل الأقصى وبشكلٍ جماعي، و”السجود الملحمي” وتلاوة فقرات التوراة والصلوات العلنية داخله.
كما تشمل هذه الاقتحامات محاولة أعضاء جماعات “الهيكل” إدخال الصفارات والأدوات التنكرية المشهورة في هذا العيد إلى الأقصى ومنها؛ الأزياء الغريبة، الكعك الخاص بالعيد، الهدايا والألعاب، والغناء والرقص والاحتفال على أبواب الأقصى.
يُشار إلى أن رمضان الماضي كان ساخنًا جدًا في القدس، فالأحداث اشتعلت من الشيخ جراح لباب العامود ومحيطه والمسجد الأقصى، فكانت أشبه بالهبّة الجماهيرية.
وصل الشباب المقدسي الليل بالنهار دفاعًا عن حقهم في أرضهم، وتصدياً لإجراءات الاحتلال، التي بدأت بحرمانهم من الجلوس في ساحة باب العامود، وامتدت حتى الاعتداء على المارة بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ورشهم بالمياه العادمة، وخلال أيام وصل عدد المصابين والمعتقلين من المقدسيين إلى المئات، قبل أن تعلن شرطة الاحتلال خضوعها لهم وإزالة حواجزها الحديدية عن ساحة باب العامود، وتعود الروح إلى المقدسيين.