هيئة العمل الوطني: المرحلة القادمة ستكون صعبة على القدس وأهلها خلال رمضان

هيئة العمل الوطني: المرحلة القادمة ستكون صعبة على القدس وأهلها خلال رمضان

القدس المحتلة - القسطل: بيّنت هيئة العمل الوطني والأهلي في مدينة القدس أن المرحلة القادمة ستكون صعبة على القدس وسيكون أهلها أمام مسؤوليات جسام خلال رمضان، مطالبة القوى الوطنية والإسلامية بأن تنظر لميدان القدس باعتباره الأولوية الأولى.

وذكرت الهيئة في بيان لها، وصل “القسطل” نسخة عنه، أن القدس ومنذ بداية العام الجاري مرّت بجملة من التطورات التي اتسمت بالمزيد من التغول والتوحش الاستعماري في حرب التصفية الشاملة التي يشنها المحتل على مدينتنا منذ قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال في شهر كانون أول عام 2017.

وقالت إن الصراع على السيادة في المدينة وهويتها سيستمر ويتصاعد، فالمحتل يستغل الظروف الفلسطينية والعربية والدولية في محاولة لحسم السيطرة على المدينة وتهويدها وأسرلتها، مستخدمًا كل آلة بطشه وأدواته القمعية وأجهزته الأمنية وبريوقراطيته الحكومية والعصابات المتطرفة من المستوطنين ومنظمات الهيكل المتطرفة لتنفيذ مشاريعه ومخططاته.

إلّا أن كل أبناء شعبنا في القدس يجابهون ذلك بمقاومة شرسة، بحسب الهيئة، فهم يخوضون هذا الصراع بشكل موحد بكل مكوناتهم ومركباتهم السياسية الوطنية المؤسساتية والمجتمعية والشعبية، في إطار الدفاع عن وجودهم وعن قدسهم ومقدساتهم، ومعهم أهلنا في الداخل المحتل وبعض أهلنا في الضفة الغربية الذين يتمكنون من الوصول إلى المدينة أو الالتحام في معركة الدفاع عنها رغم أطواق المنع والتضييق.

الشيخ جراح..

وأوضحت هيئة العمل الوطني والأهلي، أنه فيما يخص قضية “كرم الجاعوني” في حي الشيخ جراح، تحقق فيه نصر جزئي بصدور قرار محكمة الاحتلال العليا في الأول من شهر آذار الجاري، ليلغي أوامر الإخلاء بحق الأربع عائلات المنظورة قضاياها في محاكم الاحتلال (الجاعوني والكرد واسكافي والقاسم)، ولينتزع عنهم صفة “المستأجرين المحميين” من قبل المستوطنين، وليسمح لهم بالقيام بأعمال الترميم والصيانة في بيوتهم، وليضطر لأول مرة للاعتراف بضرورة النظر في ادعاءاتهم بملكية بيوت حي كرم الجاعوني.

وقالت إن هذا القرار جاء ليُثبت بأن موقف هيئة العمل الوطني والأهلي والمواقف الوطنية ومواقف الجهات الرسمية والمرجعيات الدينية برفض التسوية المقترحة من قبل محكمة الاحتلال العليا في الثاني من شهر تشرين ثاني الماضي 2021، كان قراراً صائباً وفي محله.. فاضطرت “العليا” للرضوخ ولتغيير الموقف الذي تمسك به قضاء الاحتلال على مدى ثلاثة عقود.

وأكدت أن هذا التراجع هو خطوة مهمة على طربق النصر في معركة النفَس الطويل في الشيخ جراح؛ وهو حصيلة جهد ونضال جمعي شعبي ووطني ورسمي لمختلف قطاعات وفئات شعبنا الفلسطيني.

أمّا فيما يخص قضية “جورة النقاع- كبانية أم هارون” في الحي ذاته، وهي المنطقة التي تعرضت لهجمة شرسة من قبل الجمعيات الاستيطانية التي قادها عضو “كنيست” الاحتلال إيتمار بن غفير ونائب رئيس بلدية الإحتلال عراب الاستيطان في الشيخ جراح أرييه كنج، بهدف الاستيلاء على بيت عائلة سالم وقطعة الأرض الموجودة أمامه؛ تمهيداً للسيطرة بشكل كلي على حي الشيخ جراح الغربي؛ فإن هذه الهجمة قد أخفقت حتى الآن في تحقيق أهدافها بفضل صمود أهل الحي والالتفاف الشعبي والجماهيري والوطني حولهم، ما اضطر الاحتلال لتجميد إخلاء عائلة سالم، بحسب بيان الهيئة.

وأوضحت أن الاحتلال قام بهذه الخطورة لأنه أدرك أن الشيخ جراح قد يكون صاعق تفجير متجدد للأوضاع  في مدينة القدس مع اقتراب شهر رمضان المبارك، مؤكدة أن المعركة في حي الشيخ جراح الغربي مستمرة ولن تتوقف إلا بإنهاء كل أوهام المستوطنين في تهجير أهل الحي.

الحراك الشعبي في جبل المكبر ..

وعن حراك رفض الهدم في جبل المكبر، ثمّنت الهيئة الموقف الجماعي الموحد والصلب الذي اتخذه أهالي البلدة برفض سياسة الهدم الذاتي لمنازلهم، وما قاموا به من أنشطة وفعاليات في إطار التصدي لهدم منازلهم.

وقالت إن شعارهم المرفوع “لا للهدم الذاتي”، و”لن نهدم بيوتنا بأيدينا” لا بد من تعميمه على كافة قرى وبلدات مدينة القدس، وأن تعمل الجهات الرسمية على تبنيه، وأن يجري تشكيل صندوق خاص لمساندة من يهدم الاحتلال بيوتهم حتى يتمكنوا من مواصلة مشوار صمودهم الطويل.

رمضان في القدس..

وأشارت الهيئة في بيانها إلى أنه بات واضحاً أن الاحتلال يسعى خلال شهر رمضان إلى "تبريد" الوضع و"تنفيس" الحالة الشعبية والجماهيرية؛ وفي هذا الإطار جاء قرار مفوض عام شرطة الإحتلال "كوبي شبتاي" بوقف هدم المنازل في القدس والنقب ووقف عمليات الإخلاء.

وهنا، لفتت إلى أنها “تهدئة” من الاحتلال يُقصد بها التحايل على وعينا لتمرير موسم التجمهر والاجتماع في القدس في رمضان والعودة لخنق مدينتنا من بعده، وخوف الاحتلال من رمضان مؤشر واضح لإدراكه لما يمكن أن يخسره فيه، ولما يمكن أن تكسبه القدس وكل فلسطين بالمقابل.

وفي هذا الإطار، دعت إلى وجوب مقاطعة الفعاليات التطبيعية لبلدية الاحتلال في رمضان، حيث يسعى المحتل إلى إقامة سلسلة من الأنشطة والفعاليات الثقافية والتراثية والفنية في باب العامود وأماكن متفرقة من القدس تحت رعايته في رمضان، ليدس من خلالها سمومه ويفرق الصف المقدسي، ولـ"يكوي" بها وعي شبابنا وأهلنا، وينشر وهم"التعايش" و"التسامح" بينما يخوض حرب إحلالٍ شامل ضدنا.

وأكدت أن أجهزة الاحتلال المدنية العاملة في المدينة ستنشط في رمضان تحت العناوين "الإنسانية" لتقديم المساعدات الغذائية والمالية وغيرها، وهو ما يجب رفضه رفضاً تاماً ومقاطعة كل من يتماهى معه أو يشترك فيه من المضللين أو ضعاف النفوس.

ودعت الهيئة إلى شد الرحال للمسجد لأقصى والقدس في رمضان، وتكثيف الحضور البشري الفلسطيني الغامر في المدينة، والرباط في الأقصى والشيخ جراح وساحة باب العامود، وإفشال كل رهانات المحتل على عزل مدينة القدس عن الجسد الفلسطيني الواحد رغم الجراح.

وقالت: “إن شهر رمضان هو شريان حياة للقدس إذ فيه تنشط الحركة التجارية والاقتصادية في المدينة وبالذات في بلدتها القديمة، ونتوجه إلى إخواننا تجار مدينتنا بضرورة وضع خطط وبرامج حول كيفية استضافة أبناء شعبنا القادمين للمدينة من مختلف أنحاء فلسطين للرباط فيها، والعمل على تخفيض الأسعار وجعلها منافسة كماً ونوعاً، خصوصاً وأن "المولات" والمحلات التجارية الإسرائيلية اعتادت أن تقدم الكثير من العروض والإغراءات لتضع هذه الحركة الاقتصادية في جيب المحتل وداخل عجلته الاقتصادية”.

ودعت الهيئة الغرفة التجارية ولجنة التجار بالتنسيق مع اللجان الوطنية والمرجعيات في الداخل الفلسطيني المحتل فيما يتعلق بكل الترتيبات الخاصة بالمرابطين والمصلين القادمين للمدينة، بما يسهل عليهم رباطهم ويضمن تحقيق أعلى قدر من الفائدة لمدينة القدس.

وأكدت هيئة العمل الوطني والأهلي على وحدة شعبنا الفلسطيني وضرورة حماية سلمه الأهلي والمجتمعي، ورفض كل أشكال ومظاهر العنف والجريمة والاحتراب العشائري والقبلي واستخدام السلاح المشبوه في المشاجرات والمعارك الجانبية في رمضان وفي غيره من الأيام.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: