مخططٌ جديد لتوسعة مستوطنة "جبل أبو غنيم".. ما أهداف الاحتلال الكامنة وراء ذلك؟
القدس المحتلة- القسطل: تستمر سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" بتحجيم الوجود الفلسطيني في العاصمة المحتلة؛ من خلال مخططات استيطانية واسعة لا تتوقف، ومن خلال شنّ حرب على المقدسيين وأراضيهم، والتوسع في عمليات الطرد والتهجير القسري.
مؤخراً، کشفت شركات استيطانية خاصة وأخرى مرتبطة ببلدية الاحتلال في القدس النقاب عن قرار من "اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء" بتوسيع مستوطنة "جبل أبو غنيم" الواقعة جنوب شرق مدينة القدس على حساب نحو 90 دونماً من أراضي بلدتيْ صورباهر وأم طوبا.
وتهدف هذه التوسعة إلى بناء 344 وحدة استيطانية جديدة، حيث تمتد الخطة الاستيطانية لتوسيع مستوطنة "جبل أبو غنيم" جنوباً حتى ما يسمى بـ "الشارع الأمريكي" الذي التهم مساحات واسعة من أراضي صور باهر وأم طوبا وسلوان وغيرها.
وبحسب الشركة المُنفذة لهذه التوسعة، فإن هناك مرحلة أخرى من المشروع، ولكنها ستتم بعد استكمال الشارع الرئيسي وبناء الوحدات الاستيطانية الحالية المتمثلة في 344 وحدة. مشيرةً إلى أن ما سيتم بناءه، 10 مبانٍ فاخرة بمواصفات متميزة كاملة.
تطويق القدس وعزلها
وتعقيباً على خطورة ذلك، يقول الباحث في جمعية الدراسات العربية مازن الجعبري لـ "القسطل" إن سلطات الاحتلال أنشأت مستوطنة "جبل أبو غنيم" جنوب شرق القدس بهدف عزل جنوب الضفة الغربية عن شمال القدس.
وأكد على أن سلطات الاحتلال أقامت هذه المستوطنة الضخمة جنوب شرق العاصمة، وهي الآن بصدد توسعتها على حساب الأراضي الفلسطينية في صورباهر وأم طوبا.
وأوضح الجعبري أن "هناك مشروع استيطاني ضخم يُقام منذ سنوات، يسمى بـ "الشارع الأمريكي"، يحاول الاحتلال من خلاله الوصل بين المستوطنات في جنوب الضفة الغربية وبين الشارع المؤدي إلى شارع أريحا "أسفل مشارف جبل الزيتون".
وفي هذا المخطط الجديد، تهدف سلطات الاحتلال إلى توسعة مستوطنة "جبل أبو غنيم" وصولاً إلى "الشارع الأمريكي"؛ من أجل منع أيّ امتداد فلسطيني من منطقة أم طوبا وصورباهر، حيث يُمنع الأهالي في هذه المنطقة من البناء مطلقاً، وفقاً للجعبري.
ويضيف أن "الاحتلال يريد منع الامتداد الفلسطيني إلى الجنوب، وصولاً إلى الشارع الواصل بين بلدة بيت صفافا، وصولاً إلى بيت ساحور، ومن ثُمّ منع الامتداد على كافة حدود الشارع الأمريكي من المنطقة الغربية، حتى لا يكون هناك تواجد فلسطيني بتاتاَ".
"تحقيق مشروع القدس الكبرى"..
كما أوضح أن هذا المشروع يأتي ضمن أهداف “إسرائيل” السياسية الاستراتيجية في تحقيق المشروع الأكبر وهو “القدس الكبرى والموحدة”، وعاصمتها وتُريد فرض سيادتها عليها، إضافة إلى منع أي محاولات من أي مفاوضات مقبلة مع الفلسطينيين، للمطالبة بأن تكون القدس الشرقية عاصمة لهم.
وقال لـ "القسطل" إن "إسرائيل الآن في عجلة من أمرها حتى تصل إلى ما تسمى بـ "القدس الكبرى"، وتعمل على البنية التحتية بشكلٍ كبير؛ فهذا هو جزء من أهدافها التي تسعى من خلالها الوصل بين القدس الشرقية والغربية، والقضاء على ما يسمى بحدود الـ 67".
ويعتقد الجعبري أن "الاحتلال خلال الثلاثة أعوام الأخيرة، حقق جزءاً كبيراً من هدفه هذا، وإذا استمر الوضع هكذا خلال خمسة أعوام، سيتم إنجاز هدفهم الذي يسعون إليه وهو "القدس الكبرى عاصمة لدولة الاحتلال".
وشدد في ختام حديثه على أن "الاستيطان لم يتوقف في أيّ يوم من الأيام سواءً في القدس أو في الضفة الغربية… الاستيطان أحد الأدوات الرئيسية والمهمة لهذا الاحتلال، وخلال العام الحالي الحكومة الإسرائيلية سوف تقوم ببناء عددٍ كبير من المستوطنات؛ حتى تثبت للشارع الإسرائيلي أنها قادرة على تحقيق حلم الدولة الصهيونية".
. . .