عائلة الشهيـد وليد الشريف: أصابع الاتهام موجهة للاحتلال الذي سحل ابننا ولم يُعالجه
القدس المحتلة - القسطل: وجهت عائلة الشهيد المقدسي وليد الشريف (24 عامًا) أصابع الاتهام نحو شرطة وحكومة الاحتلال التي لم تقدّم العلاج لنجلها وقت اعتقاله وإصابته في المسجد الأقصى، ليدخل في حالة حرجة، حتى تم الإعلان عن استشهاده صباح اليوم السبت (14 أيار 2022).
وأفاد شقيق الشهيد، عبد الرحمن الشريف لـ”القسطل”: “وليد شاب رياضي، محبوب، هادئ جدًا، تسحّر في المسجد الأقصى وكان صائمًا لحظة إصابته”.
وأضاف أن ما حصل معه هو تفاعل طبيعي من شاب، وجد شرطة الاحتلال تقتحم المسجد الأقصى خلال ساعات الفجر، وأن أي شاب مكانه، سيقوم بذات الِفِعْل”، معقّبًا على اعتداءات الاحتلال: “لم حُرمة للمسجد الأقصى ولا للشهر الفضيل”.
وقال لـ”القسطل”: “الحمد لله نال أخي الشهادة.. إنّا لله وإنا إليه راجعون”.
كما أكّد الشريف أن “أصابع الاتهام موجهة للشرطة والقوات الخاصة، فهي التي أصابت شقيقي، واعتقلته ولم تُسعفه، بل قامت بسحله”.
وبيّن أن ما قامت به عناصر الاحتلال على مرأى من العالم، كان منظراً بشعًا أثّر فينا بشكل بالغ، هم من يدّعون الإنسانية، لكنهم همجيون يكذبون على العالم”.
وأشار إلى أن 95 بالمائة من الإصابات خلال شهر رمضان وما قبله، كانت في الرأس، أي أن الاحتلال يتعمّد قتل الفلسطينيين، حيث استهدفَ المصلين والحراس والمسعفين وحتى الصحفيين ناقلي الحقيقة.
وكان الشاب الشريف قد أصيب برصاص الاحتلال خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت في المسجد الأقصى، في الجمعة الثالثة من رمضان، وتخللها إطلاق للرصاص والغاز، ما تسبب في تسجيل عشرات الإصابات.
ووثقت مقاطع مصوّرة اقتحام عناصر الاحتلال للمسجد من باب المغاربة، وإطلاق الرصاص على المصلين في المصلى القبلي، ثم ظهرت إصابة الشريف وفقدانه الوعي تمامًا.
عقب إصابته، تقدّم الجنود نحوه حيث قاموا باعتقاله فاقد الوعي، وأمسكوه من رجليه ويديه دون تقديم أي علاج أولي له أو السماح للفرق الطبية التي تواجدت في المسجد الأقصى بعمل اللازم له.
نُقل الشاب الجريح إلى مشفى “هداسا عين كارم الإسرائيلي”، حيث أن إصابته تسببت له بكسر في الجمجمة، ونزيف حاد في الدماغ، إلى جانب أن عدم وصول الأكسجين إليه (الدماغ) لنحو نصف ساعة تسبب في تلف أنسجته.
أمّا فيما يخص تسليم جثمان الشهيد، قال محامي مركز معلومات وادي حلوة أنه من المتوقع تسليم الجثمان خلال الساعات القريبة القادمة، حيث حاولت الشرطة فرض شروطها بعدم رفع الأعلام الفلسطينية، وتحديد عدد المشيعين، وهذا ما رفضه ذوو الشهيد. وأضاف أن العائلة طالبت شرطة الاحتلال بتسليم جثمان نجلها، دون تشريحه، وذلك لبدء تشييعه من مشفى المقاصد باتجاه المسجد الأقصى ثم إلى مثواه الأخير في مقبرة المجاهدين بشارع صلاح الدين في القدس المحتلة. يُشار إلى أن العائلة رفضت تشريح جثمان الشهيد الشريف فور الإعلان عن ارتقائه في مشفى "هداسا عين كارم" صباح اليوم.