تعرّض للتعذيب أثناء اعتقاله.. المقدسي محمد دقاق: “مشاهد من فيلم بوليسي”
القدس المحتلة- القسطل: “هكذا تبدو الفيديوهات.. مشاهدٌ من فيلمٍ بوليسي لاعتقال أحد أكبر الإرهابيين المطلوبين دولياً.. في منتصف الليل مثل الخفافيش”، بهذه الكلمات وصف دقاق طريقة اعتقاله عقب تفجير باب منزله، فجر يوم الخميس (26 أيار/مايو الجاري).
خلال اليومين الماضيين، شنّت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واستدعاءات واسعة في القدس والداخل الفلسطيني، استعداداً لـ “مسيرة الأعلام” التهويدية فيما يسمى “يوم توحيد القدس”، الذي يصادف الـ29 من أيار/مايو الجاري (ذكرى احتلال شرقي القدس).
الشاب المقدسي محمد دقاق (28 عاماً) كان من ضمن الشبّان الذين استهدفهم الاحتلال في هذه الحملة، وقد تعرّض خلال اعتقاله للتعذيب والاعتداء الوحشي، وناله من الضرب ما ناله، هو ووالدته المريضة.
رصدت كاميرات المراقبة المنصوبة في المكان، اقتحام عشرات قوات الاحتلال المدججين بالأسلحة لمنزل دقاق، واعتدائهم عليه بطريقةٍ وحشية، برفقة الكلاب البوليسية.
وعن هذا المشهد، كتب دقاق على صفحته على "فيسبوك": “فجروا باب المنزل ودخلوا بكل أسلحتهم وعتادهم.. ضربوا والدتي المريضة، وسحبوني في ملابس النوم.. ضربٌ وسحل وحتى الكلاب شاركت في ذلك.. ليس هذا فحسب، أثناء الطريق، أنزلوني من الجيب العسكري، وتعاملوا مثل “كيس الملاكمة”.. ضربٌ وسحلٌ وخبط.. لم أعلم ما السبب وراء كل هذا الخوف والآكشن! استمر تعذيبي أثناء الطريق إلى مركز “المسكوبية” وداخله”.
وأضاف: “بعد ساعات من التوقيف، تقرر تمديدي أنا ومجموعة من شبّان القدس احترازياً حتى يوم الأحد؛ تحسباً لأيّ توتر ممكن أن يحدث تزامناً مع “مسيرة الأعلام”، وتم الاستئناف فيما يسمى المحكمة “المركزية”، ومن ثمّ تقرر الإفراج عنا دون الحاجة إلى التمديد”.
دقاق شابٌ مقدسي لا يعرف سوى القوّة والصمود، اعتُقل مراراً وتكراراً وباتت حياته بين التحقيقات والاستدعاءات، افتتح محلاً له في بلدة بيت حنينا (شمالاً)، كي يكون مصدر دخل له ولعائلته، لكنه لم يسلم من اقتحامات عناصر المخابرات المستمرة للمحل، ومصادرة البضاعة منه، كما حدّث “القسطل“ في حديثٍ سابق.
وأكد على صموده في قدسه وأرضه، مردفاً: “احترازياً.. أقوى جيش خائف من شبّان القدس.. قادر أن يُعبّر عن غضبه وخوفه بكمية من العنف والإجرام والهمجية.. هو بالتأكيد جيش ضعيف ونحن أقوى بإرادتنا”.
واختتم قائلاً: “ستعلمين يا فتاتي.. أنني ضُربت حتى الموت.. حتى ازرقت عظامي.. حتى بكت جدران زنزانتي من ألمي.. وما فتحت فمي.. إلا لكي أقول لهم: سيحاكمكم أيها الجلادون دمي”.
. . .