بعد تحويل خدماتها الإدارية من رام الله للقدس..ثلاث قرى تعيش هاجس الضم
القدس المحتلة-القسطل: عقب قرار سلطات الاحتلال بتحويل الخدمات الإدارية لثلاث قرى تتبع مدينة رام الله (بيت لقيا، خربثا المصباح، بيت سيرا) إلى منطقة ضواحي القدس، وما تبع ذلك من إعلان عن خطة الضم شملت تلك القرى، أصبح أهالي المنطقة يعيشون في حالة من الخوف والقلق إلى ما ستؤول إليه الأمور خلال السنوات القادمة.
في عام 2017 صدر قرار إسرائيلي بالتحكم في الخدمات المدنية التي تقدمها السلطة الفلسطينية لقرى بيت لقيا، خربثا المصباح، بيت سيرا، وينص القرار على تحويل خدمات هذه القرى إلى مكتب الارتباط "الإسرائيلي" الفلسطيني في منطقة الرام شمال القدس.
انتقلت ملفات سكان هذه القرى الثلاث إلى مكتب الارتباط "الإسرائيلي" في بلدة الرام قضاء القدس المحتلة، وأصبح الأهالي يتابعون أمورهم المتعلقة بإصدار تصاريح وبطاقات ممغنطة هناك من رام الله، وفقا لما أوضحت رئيس مجلس الخدمات المشترك (خربثا المصباح، بيت لقيا) أريج عاصي.
وأشارت عاصي لـ"القسطل" أن التغيرات التي حدثت تتعلق بالخدمات الإدارية المتعلقة بالتصاريح، التي أصبحت تتبع لمكتب الرام، أما فيما يتعلق ببقية المعاملات فتتم في دوائر السلطة الفلسطينية بمدينة رام الله.
وبيّنت أن قرار تحويل الخدمات الإدارية ونقلها من رام الله إلى الرام، أثر كثيرا على سكان المنطقة الذين يتجاوز عددهم 20 ألف فلسطينيا، وأصبح المواطن يضطر لقطع مسافات طويلة، ويواجه مشاكل عديدة أبرزها الأزمة المرورية في طريق قلنديا، من أجل الحصول على تصاريح وبطاقات ممغنطة، في الوقت الذي كانوا خلال دقائق يصلون لمدينة رام الله.
وقالت:"بقية الأمور الإدارية التي نتابعها في مدينة رام الله، لكن لا شيء بعيد عن الاحتلال، فهم يستندون لمخططات استراتيجية، ولا نعرف إلى أين ستصل الأمور، لا سيما أنه بعد قرار تحويل الملفات إلى الرام، بدأ الحديث عن خطة الضم، وكانت منطقتنا ضمن المناطق المهددة التي تشملها الخطة".
وأضافت أن سكان المنطقة بدأوا يتخوفون من تطبيق هذا القرار، وفقا لوقائع تحدث على الأرض، إذ يتم فتح الجدار العازل بين الفينة والأخرى، وهو ما يدل على وجود مآرب للاحتلال يسعى لتحقيقها، ويتم اقتحام البلدة والأراضي المهددة بالمصادرة.
وتابعت أن الاحتلال قبل نحو عام سلّم أهالي قرية بيت لقيا إخطارات لمصادرة جزء من أراضيهم، تبلغ مساحتها 150 دونما. وتصنف معظم أراضي القرية مناطق "ج" وفق اتفاق أوسلو.
وأردفت أن مواطني القرى الثلاث يشعرون بعدم الاستقرار والتخوف من المستقبل المجهول عقب ضم ملفاتهم للقدس وخطة الضم وتسليمهم إخطارات لمصادرة قسم من أراضيهم.
وأشارت إلى أن الاحتلال شرع قبل فترة بشق طريق استيطاني جديد محاذي لشارع "443"، التهم من أراضي قريتي بيت عور وخربثا المصباح، وهناك حديث عن إقامة برج عسكري في منطقة مرتفعة قريبة من الشارع الاستيطاني.
خمسة آلاف دونم من أراضي بيت لقيا تقع داخل الجدار، أما خارجه فتبلغ مساحتها 12 ألف دونما، والجدار عبارة عن سياج حديدي مقام في المنطقة الجنوبية الغربية من القرية، يتم فتحه في بعض الأحيان، لتسهيل دخول المخدرات والسلاح للمنطقة.
"كنتونات مفصولة"
في هذا السياق، يقول خبير شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش إن عزل قرى من غرب رام الله عن المدينة، ليس بعيدا عن الاحتلال، إذ أن الاحتلال عندما يقوم بتنفيذ أي خطة لا يعلن عن الهدف الاستراتيجي المستقبلي إلا عقب اكتماله.
وأضاف أن بعض القرى الفلسطينية ليست بعيدة عن مخطط إسرائيلي يسعى لتوسيع مدينة القدس المحتلة، لا سيما شمال القدس ومنطقة مطار قلنديا، ضمن مخطط ما يسمى "القدس الكبرى"، والذي سيكون أيضا على حساب أراض لقرى غرب رام الله وقرى جنوب القدس.
وأوضح في حديث مع القسطل أن الاحتلال يسعى من خلال المشاريع الاستيطانية التي ينفذها في الضفة الغربية لتفتيت الوطن، وتشتيت التجمعات السكانية، ويتم ذلك بشق الشوارع الالتفافية وإقامة الأنفاق.
وأشار إلى أن الاحتلال شق شوارع استيطانية في الضفة الغربية على طول 1400 كيلو متر، وتم تقسيم تلك الشوارع إلى عدة أقسام، وتم بعد ذلك إنشاء الأنفاق في الضفة الغربية، والتي أدت لعزل مناطق، وتحويل الضفة لكنتونات مفصولة عن بعضها.
وبيّن أن هناك عدة أحياء فصلها الاحتلال عن رام الله، وأخرى فصلها عن مدينة القدس، وأن الاحتلال يسعى لتفتيت ما تبقى من القرى الفلسطينية، وجعلها تعيش في معازل عن المدن والتجمعات السكانية الكبيرة، ومن ضمنها المشاريع التي يقوم الاحتلال بتنفيذها في قرى تتبع لمدينة رام الله، ليفصلها عنها.
ويعد شارع "443" الاستيطاني أحد أبرز الشوارع التي تربط مدينة القدس بالساحل الفلسطيني، ويربط ما بين القدس ومستوطنة "موديعين" والساحل الفلسطيني، ويمر بأراضي عدد من قرى غرب رام الله (الطيرة خربثا بيت سيرا، بيت عور الفوقا والتحتا، صفا).
ويمنع الاحتلال سكان تلك القرى من المرور منه، ما يضطرهم لاستخدام طرق بديلة للوصول الى مدينة رام الله، تم إحاطته بالجدران العازلة من جميع الأطراف، ويبلغ طوله 16 كيلو متر، تحيطه الجدران العازلة من جميع الأطراف، ويعزل تجمعات سكانية كبيرة خلفه (بير نبالا، قطنة، بيت عنان، بيت لقيا). ويصل أهالي تلك المناطق لبلداتهم عن طريق نفق أرضي يمر تحت مستوطنة جفعات زئيف وشارع "443" الاستيطاني.
. . .