الاحتجاجات والوقفات تعيد تسليط الضوء على "القرية المنسية".. النبي صموئيل تواجه الاحتلال
القدس المحتلة - القسطل: الوقفات الاحتجاجية التي ينظمها أهالي النبي صموئيل منذ عدة أسابيع، سلطت الضوء من جديد على قريتهم التي كانت توصف بـ"المنسية" لعدم وجود اهتمام رسمي وشعبي فيها، رغم كل ما تواجهه من انتهاكات ضد أرضها وناسها ومقدساتها وتراثها.
في عام 1967 احتل جيش الاحتلال الإسرائيلي قرية النبي صموئيل الواقعة شمال غرب القدس، حينها كانت مساحتها تقدّر بـ 3500 دونم، أما اليوم فمساحتها 1050 دونما فقط.
الحصار الإسرائيلي المفروض على القرية، وعدم قدرة الفلسطينيين الوصول لها، وضعف الخدمات فيها، أدى كذلك إلى تناقص شديد في عدد سكانها. ففي عام 1967 كان عدد سكانها نحو 1000 نسمة أما اليوم فلا يتجاوزون الـ 250. رغم أن المعدل الطبيعي للزيادة السكانية في مثل حالتها، يفترض أنه زاد من عدد سكانها 4 أضعاف أو حتى أكثر.
وكغيرها من القرى والبلدات الفلسطينية، يدّعي الاحتلال بوجود مقام فيها لأحد أنبياء اليهود، وفي مثل هذه الحالة يكن الهدف هو تبرير الاستيطان فيها، رغم أن العلم والتاريخ والحقائق لا تتناسب وتتوافق مع ادعاءات الاحتلال، لكنه كما في القدس ككل، يحاول الاحتلال خلق تاريخ جديد، يغذي نزعته الاستيطانية.
ويتمثل الحصار المفروض على القرية بالإجراءات التالية: منع الدخول والخروج منها إلا من خلال حاجز الجيب وبالتالي لا يستطيع الدخول إليها إلا سكانها، يمنع الأهالي من الدخول إليها حتى لو كانت تربطهم صلات مباشرة وقرابة بسكانها، يمنع البناء فيها، ويخضع كل ما يدخل لها للتفتيش بما في ذلك المواد التموينية التي تحدد بكميات معينة.
يوم أمس اعتدى جنود الاحتلال والمستوطنون على الأهالي في قرية النبي صموئيل، بعد أن نظموا وقفة ضد إجراءات الاحتلال وانتهاكاته بحقهم. ونظم مستوطنون مسيرة مركبات تزامناً مع وقفة لأهالي قرية النبي صموئيل، وفق ما أفاد مراسل شبكة القسطل، مشيرا إلى أن شرطة وجيش الاحتلال شاركوا أيضا في الاعتداء على الأهالي.
وكان العشرات من النشطاء قد نظموا مسيرة قرب حاجز بلدة الجيب شمال غرب القدس المحتلة إسناداً لأهالي قرية النبي صموئيل، في ظل منع الاحتلال لهم من الوصول للقرية. وخلال الوقفة جرى اعتقال 4 مقدسيين بالإضافة للاعتداء على الناشط محمد أبو الحمص من قبل عدد من المستوطنين، وفق ما أفاد مراسل القسطل.