مخيم شعفاط.. هل يشكل منطلق المواجهة القادمة؟
القدس المحتلة - القسطل: قرر وزير جيش الاحتلال بيني غانتس الدفع بمزيد من التعزيزات إلى مدينة القدس وضواحيها، وذلك في ختام جلسة تقييمية الخميس الماضي، جاءت بعد ليلة ساخنة من المواجهات في كافة بلدات وضواحي مدينة القدس، تلبية لنداء نصرة مخيم شعفاط الذي كان قد بدأ عصيانا مدنيا ردا على حصاره من قبل قوات الاحتلال منذ السبت الماضي بذريعة البحث عن منفذ عملية إطلاق النار على حاجز شعفاط والتي أدت لمقتل مجندة إسرائيلية. وأمام هذا التوجه لدى الاحتلال لزيادة عدد القوات، يمكن التنبؤ بمزيد من الاحتكاك والمواجهات مع المقدسيين.
ويعتقد الباحث المقدسي عمر عساف في حديثه لـ "القسطل" أن الامور ستتجه إلى مزيد من التصعيد، إذ يعتبر الاحتلال ما وقع في شعفاط إهانة لجيشه وشرطته، ويأتي وسط موجة شعبية من المواجهة مع الاحتلال والتي من شأن اتساعها وانتشارها أن يربكه ويزيد من كلفته، ولأنه لا يستخلص الدروس سيلجأ الى مزيد من القمع والتضييق على أهالي شعفاط وعناتا، وهذا سيقود إلى استعداد أعلى من قبل الأهالي للدفاع عن أنفسهم والتفاف جماهير أوسع حول ظاهرة مواجهة الاحتلال والتصدي له، ومن الزاوية السياسية هذا سيوجه ضربة مهمة لحديث الاحتلال عن التعايش والقدس الموحدة أي هو هزيمة لهذه الادعاءات.
ويتابع عساف أن مخيم شعفاط سيكون شرارة لتطور المواجهة باتجاه انتفاضة واسعة في الضفة، وهذا ممكن تماما وربما يشكل غياب القيادة الموحدة لهذه الحالة إحدى نقاط ضعفها وإذا تمكنت المجموعات المقاومة من تنسيق فعالياتها وبلورة قيادة توجيهية لهذه الفعاليات، فإن ذلك يؤدي إلى امتدادها من جانب والتفاف الشعب حولها، وبالتالي الاتجاه نحو مواجهة مفتوحة مع الاحتلال.
فيما رأى المحلل السياسي المقدسي محمد جاد الله أن التوقعات السياسية لما هو قادم في مخيم شعفاط وبلدة عناتا وكل مدينة القدس وضواحيها، لا يمكن أن يكون إلا استمراراً لما هو قائم، لأن الاحتلال يمارس العقاب الفردي والعقاب الجماعي وكافة أنواع العقاب تجاه أبناء شعبنا، وإلحاق الضرر أكبر قدر ممكن بالمقدسيين وفلسطين التاريخية وهذا ديدن الاحتلال.
وقال في حديثه:"نحن الآن في صراع مع هذا المحتل ولا يمكن أن ينتهي هذا الصراع إلا بهزيمة المحتل، وهزيمة الحركة الصهيونية وكل من يدعمها و يتواطئ معها حتى ننهي هذا الصراع لأن دولة الاحتلال هي كيان عدواني وهذه هي طبيعة المستعمر وطبيعة المحتل وطبيعة السارق".
وأشار إلى أن هذا الكيان له دور وظيفي بقمع شعوب المنطقة وتقاسم خيراتهم بالتواطؤ مع الدول الغربية الاستعمارية منها وغير الاستعمارية، وسلطات الاحتلال لا يمكن أن نرى منها إلا كل ما هو عنجهي وغطرسة وقوة وانتهاك لحقوق الانسان وبالتالي سيكون هناك ردود فعل شعبية مقاومة لهذا كله، وستمتد ليس فقط إلى ضواحي القدس لأنها ممتدة من الأساس لكن إلى باقي المدن الفلسطينية، وتعود القدس كما كانت دائماً وتاريخياً هي البوصلة والمنطلق فيما يتعلق بالمواجهة الشاملة مع هذا المحتل حتى اندحاره.