مبعدون عن الأقصى..الصلاة على الإسفلت
القدس المحتلة-القسطل: عند أقرب نقطة للمسجد الأقصى المبارك، يرابط مبعدون ويؤدون الصلاة عند أبوابه، في رسالة موجهة للاحتلال، بأن قرارات الإبعاد لن تثنيهم عن واجبهم تجاه الأقصى، وأن أعينهم صوبه دائما.
المعلمة هنادي الحلواني، ما زال الاحتلال يواصل إصدار قرارات إبعاد عن المسجد الأقصى بحقها، أخرها كان مدة 14 شهرا متواصلة، انتهت في نهاية شهر نوفمبر الماضي، وبعد أسبوع من عودتها للأقصى، اعتقلتها قوات الاحتلال وتم تسليمها قرار إبعاد مدة أسبوع على أن تعود وتستلم قرار إبعاد لمدة طويلة.
في كل إبعاد، تصر الحلواني على أداء الصلوات قرب الأقصى، وتحديدا في طريق المجاهدين الفاصل بين باب حطة وباب الأسباط بالبلدة القديمة، وسط مراقبة جنود الاحتلال ومضايقات المستوطنين.
تقول الحلواني في حديث مع القسطل إن صلاة المبعدين عند أقرب نقطة للأقصى تحمل عدة رسائل، أولها موجهة للاحتلال، بأنه حتى لو تم إبعادنا، فإننا لن نضع القرارات في الأدراج ونجلس في منازلنا نلتزم بالقرار، وإنما لنريهم بأننا مصرون على حقنا، ولم تم إبعادنا سنصلي عند أبواب الأقصى.
والرسالة الثانية موجهة لأهل القدس ممن لا يتواجدون باستمرار في الأقصى، بأن المبعدين رغم القرار، إلا أنهم لم يتركوا الأقصى ويرابطون عند أقرب نقطة. والثالثة رسالة ثبات موجهة للمسلمين والعرب، بأن مسؤولية الأقصى يجب أن تكون جماعية، وأن أهل القدس الذين يبعدهم الاحتلال لن يتخلوا عن هذه المسؤولية، بالمقابل على المسلمين أن يقوموا بواجبهم تجاه الأقصى.
وأوضحت أن المقدسيين أصحاب حق، وحتى لا يعتاد الاحتلال تسليم قرارات إبعاد عن الأقصى، والتي تهدف لتفريغ وتغييب قضية الأقصى والرباط فيه، يؤدون الصلاة عند أقرب نقطة.
وقالت:"الاحتلال يظن أنه عندما يبعد الأجساد يغيّب الفكرة عنا، وهم لا يدركون أن إبعادنا يجعلنا مصرين أكثر على الرباط كل يوم عند أبواب الأقصى".
في ذات المكان، طريق المجاهدين، يؤدي المبعدان محمد زغير والفتى إيهاب أبو سنينة الصلوات عند أقرب نقطة تحت مراقبة الكاميرات وجنود الاحتلال.
زغير أبعده الاحتلال منذ ما يقارب العام، وما بين القرارين شهر ونصف فقط، لكنه وبعد انتهاء وظيفته يؤدي بشكل شبه يومي صلاتي العشاء والمغرب وصلاة الجمعة في طريق المجاهدين، وسابقا كان يصلي في ساحة الغزالة عند باب الأسباط، لكن الاحتلال كان يقوم باعتقالهم تحت ذريعة التواجد في مكان يمنع عليهم الوصول له.
أشار زغير لـ"القسطل" إلى أن الاحتلال يحاول أن يفرض واقعا جديدا على الأقصى، ويهدف لإبعادنا عن الأقصى لا سيما الجهة الشرقية، وهذا مؤشر خطير.
وأوضح أن الاحتلال يسعى لتفريغ الأقصى من الشبان حتى يؤمن اقتحامات المستوطنين، ويعتبر وجودهم يشكل خطرا عليهم.
وقال إنه صلاته برفقة عدد من المبعدين رسالة للاحتلال بأن الأقصى عقيدة، ولن يتركوه وسيواصلون الرباط عند أقرب نقطة له، وأن أعينهم ستبقى نحو المسجد، كما أنهم بصلاتهم يعرّفون السكان بأنهم مبعدون.
حتى أطفال وفتية القدس طالتهم قرارات الإبعاد، إلا أنهم هم أيضا يرابطون في طريق المجاهدين، ويمنعهم الاحتلال من دخول البوابات والأقصى.
الفتى إيهاب أبو سنينة (17 عاما) مبعد عن الأقصى منذ 14 شهرا، وبعد عودته من المدرسة يرابط قرب الأقصى، وهو قبل الإبعاد كان يداوم على الصلاة في المسجد.
يعتبر أبو سنينة قرارات الإبعاد ظالمة، ولا يتذوق ألمها إلا من يجربها، وأن السجن أهون عليه من إبعاده عن الأقصى.
يقول لـ"القسطل":"لو لم أكن مبعدا يستحيل أن أترك الأقصى، لكن مهما أبعدونا عنه سنواصل التواجد والصلاة في أقرب نقطة، لأن الأقصى بالنسبة لنا منزلنا الثاني".
في إحدى المرات، خطى أبو سنينة بعضة خطوات في طريق باب الأسباط، ليتم اعتقاله على الفور واحتجازه ثلاثة أيام.
مضايقات واستفزازت
أكد المتحدثون أنهم مراقبون طيلة الوقت من الكاميرات المثبتة على الجدران، ويواصل جنود الاحتلال فحص هوياتهم، ويحررون لهم المخالفات بذريعة عدم ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي. كما يقتحم المستوطنون طريق المجاهدين، ويبدأون باستفزاز المصلين هناك بالغناء والموسيقى العالية.
. . .