باحثون مقدسيون لـ " القسطل" الاحتلال يريد تصعيد الوضع في الأقصى لتحقيق انجازات وهمية
القدس المحتلة - القسطل: اقتحم صباح اليوم عشرات المستوطنين، باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية شرطة الاحتلال.
وبحسب ما أفادت مصادر محلية، فإن المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى قاموا برفع علم الاحتلال خلال اقتحامهم للمسجد الأقصى، ورددوا أناشيدهم الاستيطانية، وفي انتهاك متواصل، أدى مستوطنون ما يسمى "السجود الملحمي" الجماعي داخل باحات المسجد الأقصى.
وفي هذا السياق اعتبر الباحث المقدسي عبد الله معروف أن اليوم يعتبر بداية الشهر العبري المعمول به في دولة الاحتلال، ولذلك هذه الجماعات المتطرفة دأبت منذ سنوات على أن تجعل بداية كل شهر عبري موسما لحدث يقومون به داخل المسجد الأقصى المبارك حيث يقدمونه كخطوة إضافية تجاه السيطرة على المسجد الأقصى وإثبات سيادتهم على المسجد الأقصى المبارك.
وتابع معروف في حديث لـ " القسطل" أن ما قام به المستوطنين من أداء سجود ملحمي ورفع علم دولة الاحتلال أثناء اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، هو حلقة في سلسلة من الأعمال التي يقومون بها في كل رأس شهر عبري في المسجد الأقصى المبارك وخاصة المسيرة الشهرية التي يقومون بها ليلا حول بوابات المسجد الأقصى المبارك ومحاولة رفع الأعلام وإنشاد النشيد الوطني للاحتلال داخل المسجد الأقصى المبارك.
ويشار إلى أنه شارك مجموعات كبيرة متتالية للمستوطنين في اقتحام باحات المسجد، بينهم طلاب يهود، وأدوا طقوسًا تلمودية فيه، و استمعوا لشروحات عن “الهيكل” المزعوم في المنطقة الشرقية منه.
ويرى الباحث المقدسي فخري أبو دياب أن هذه التطورات الأخيرة الحاصلة في المسجد الأقصى هي تطورات خطيرة جدا ولها كثير من المآلات خاصة بأن هؤلاء لا يقومون بأداء طقوس تلمودية والسجود الملحمي إلا بإيعاز من حكومة الاحتلال أو بعض وزراء حكومة الاحتلال خاصة أنهم يريدون تصعيد الوضع في المسجد الأقصى المبارك وتحقيق إنجازات وهمية.
وأوضح أبو دياب في حديث لـ " القسطل" أن هؤلاء المستوطنين من جماعات الهيكل ومن خلفهم المؤسسة الرسمية الاحتلالية يزيدون من استفزازاتهم واعتداءاتهم على المسجد الأقصى، ويريدون من ذلك اثبات أن هذا المكان هو مكان مقدس ومعبد لليهود ولا يوجد له أي قدسية للمسلمين وهذا خطير جدا وربما سيستثمرون ذلك بفرض مزيد من التهويد على المسجد الأقصى وربما بدأوا بشكل فعلي تجسيد أفكار غلاة المتطرفين والمستوطنين.
وبدوره أكد عبد الله معروف أن الجديد في هذه الانتهاكات هو ربطها بالجانب الديني من خلال ما يسمى بالسجود الملحمي وهو طقس ديني بحث قامت به هذه الجماعات المتطرفة لربط الجانب الوطني بالجانب الديني خاصة أن هذه الجماعات تمثل ما يسمى بتيار الصهيونية الدينية بمعنى تحويل الرؤية السياسية برؤية دينية محكومة بآراء مجلس السنهدريم الجديد الذي يعتبر المرجعية الدينية لهذه الجماعات بدلا من المرجعية الرسمية الحاخامية الكبرى لدولة الاحتلال.
وكانت "منظمات الهيكل" أعلنت عن نيتها تنفيذ اقتحام مركزي للمسجد الأقصى مع بداية "شهر شباط العبري"، الذي يوافق اليوم الاثنين 23 من يناير الجاري.
وتواصلت الدعوات المقدسية للحشد والرباط الواسع في المسجد الأقصى، لإفشال كل مخططات الاحتلال وصد اقتحامات المستوطنين.