هل سيفتح باب الاعتكاف أمام المصلين طوال رمضان؟
القدس المحتلة - القسطل: ناشدت مؤسسة القدس الدولية، وزارة الأوقاف الأردنية، فتح باب الاعتكاف في المسجد الأقصى، بدءًا من الليلة الأولى من شهر رمضان.
ودعت مؤسسة القدس الدولية في بيان تلقته "القسطل" إلى فتح باب الاعتكاف في الأقصى طوال شهر رمضان، وتيسير كل ما يسهم في إدامة رباط المصلين في المسجد الأقصى.
وأشارت إلى أن "الاعتكاف ضروري في مواجهة مخططات الاحتلال المتوقع تصاعدها هذا العام، وهو الوسيلة الأنجح في صد اعتداءات المستوطنين".
من جهته، قال نائب مدير عام مؤسسة القدس الدولية، أيمن زيدان: "وجهنا رسالة إلى وزير الأوقاف الأردني قبل يومين، واليوم إلى رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس، عبد العظيم سلهب، وننتظر الرد خلال اليومين القادمين، وسنتواصل مع كل هيئات العلماء، والشعوب، ليتضامنوا مع القدس ويكونوا على خط المواجهة".
وأكد زيدان لـ"القسطل" أن "من الضرورة الملحّة فتح باب الاعتكاف، في سياق حملة شرسة، واستهداف كبير للمسجد الأقصى والقدس، ومواجهة مفتوحة على عدة جبهات، المسجد الأقصى أحد الجبهات الأساسية، التي يحاول الاحتلال أن يحسم فيه هويته، وكأنه شريك في هذا المكان".
وأشار إلى أن "الاعتكاف هو رأس المواجهة الأهم والتصدي لاعتداءات محققة، يحاول الاحتلال أن يستفرد فيها، في المسجد الأقصى المبارك، فلا بد أن تتم مواجهة هذه المخططات".
وأضاف أن "في ضوء سلوك الاحتلال السابق، وتصريحات الحكومة «الإسرائيلية» التي تتوعد لأهالي القدس، نتوقع المزيد من محاولات الضغط، والاعتداء في المناسبات الدينية الصهيونية، لذلك لا يمكن أن نتجاهل القادم".
واستدرك أن "عمل الاحتلال اليوم تحول إلى المركز، ولم يعد يقتصر على الهوامش كالسابق، ففي عيد المساخر أُديت كامل الطقوس، وهذا يؤكد على أن هنالك هوية مرحلة وفلسفة مواجهة، يجب أن تأخذ طريقها في التصدي للمحتل واعتداءاته".
وتابع: "إذا فتح الاعتكاف كل الشهر، سيتحول الرباط والاعتكاف إلى فعل مباشر يدافع عن المسجد الأقصى ويحمي هويته، خاصة مع ترقب الأعياد اليهودية القادمة «الفصح العبري».
من جهته، يقرأ الباحث في شؤون القدس، زياد ابحيص أهمية فتح باب الاعتكاف من مبدأ الأحقية الدينية، وحماية الأقصى.
قال ابحيص لـ"القسطل" إن "رسالة المؤسسة أوضحت الأسباب الداعية لفتح باب الاعتكاف" مشيرًا إلى أن "الأوقاف الإسلامية في القدس، تمثل المسلمين في المسجد الأقصى، ولا تمثل أي طرف آخر، وبذلك لا بد أن يفتح باب الاعتكاف، من الزاوية الشرعية المطلقة، لأن من يحدد قدسية المسجد الأقصى، هو الدين الإسلامي، وليس إجراءات الشرطة «الإسرائيلية»".
وأضاف أن "الاعتكاف مفهوم شرعي، ومن الناحية الدينية فإن المسجد الأقصى هو شقيق المسجد الحرام، بنص واضح من القرآن الكريم، وتشد إليه الرحال، والمسجدين الآخرين اللذين تشد إليهما الرحال، المسجد الحرام والنبوي، لا يغلقان أمام المعتكفين طوال السنة، إلا في ظروف استثنائية".
وتابع: "في وقت نجد فيه المسجد الأقصى مغلقًا أمام المعتكفين طوال العام، إلا في العشر الأواخر، ولا يصح الاحتجاج بأي سبب تنظيمي، أو يتعلق بنظافة المسجد، أو خدمته" موضحًا أن "عدد الوافدين إلى المسجد الحرام، والنبوي، أضعاف المسجد الأقصى، ما يعني أن حاجات الخدمة والنظافة أكبر، ومع ذلك يفتحان طوال العام".
وأكد أن "إغلاق المسجد الأقصى أمام المعتكفين في رمضان، أمام القادمين من المناطق البعيدة، من الضفة الغربية والداخل المحتل، وقطاع غزة، سيشكل إرهاقًا لهم، ما يقلل من الحضور في المسجد الأقصى، ويصب بالتالي في خانة المحتل، الذي يسعى لأن يقلل من الحضور في الأقصى".
وأشار إلى أن "الاعتكاف هو أحد المصادر الأساسية للحضور الإسلامي في المسجد الأقصى خلال وقت الضحى، ما يعني وجود من يدافع عن المسجد في هذا الوقت، ويصد محاولات اقتحامه".
وختم بالقول إن "فتح باب الاعتكاف، سيحارب التطرف والصعود الديني للجماعات الصهيونية الدينية، وطموحهم الجامح في السيطرة على الضفة الغربية والقدس".