الأقصى نحو التصعيد..منظمة استيطانية تستعد لاقتحام واسع الأسبوع القادم
القدس المحتلة - القسطل: أعلنت منظمة "شباب هار ايل" عن نيتها تنفيذ اقتحام جماعي كبير للمسجد الأقصى، احتفالا بيوم "العالية" وهو اليوم العاشر من نيسان العبري ويرمز إلى الهجرات اليهودية من الشتات إلى فلسطين.
وقد دعت منظمة هار ايل أتباعها من المراهقين والشباب لاقتحام الأقصى ابتداءً من 2 نيسان/إبريل مرتدين قمصانًا زرقاء، تحمل عبارات الهيكل.
وتأتي هذه الاقتحامات خلال الأسبوع القادم تمهيدًا لـ"عيد الفصح" التوراتي الذي يبدأ مساء يوم الأربعاء، الخامس من نيسان/إبريل.
يقول المختص بشؤون القدس، جمال عمرو إن "الاحتلال يعمل على حشد ومضاعفة أعداد المقتحمين للأقصى، بأكبر قدر ممكن في الفترة القادمة، بدعم مالي كبير من حكومة الاحتلال".
وأضاف عمرو لـ"القسطل" أن "جماعات الهيكل المزعوم تضاعف من جهودها في إقرار المناسبات الدينية اليهودية، من أجل تكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى، واستفزاز المسلمين".
وأشار إلى أن "جماعات الهيكل تسخر كل إمكانياتها لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، بإبعاد المسلمين، وتنفيذ كافة الطقوس التلمودية فيه".
وأكد أن "مواصلة الاعتكاف، وازدياد أعداد المرابطين والمتواجدين في المسجد الأقصى، يزيد من حمايته ويقلل أعداد المقتحمين".
من جهته، أكد الباحث والمحلل السياسي، محمد جاد الله "أن لدى جماعات الهيكل خطة صريحة، توضح بأنهم يريدون وضع مناسباتهم الدينية كذريعة لكل ما هم مقدمون على فعله".
وأوضح جاد الله لـ"القسطل" أن المسجد الأقصى والمقدسيين أمام فترة عصيبة، فيها خطورة كبيرة، مليئة بالاقتحامات والاعتداءات، والتطرف والعنجهية من المستوطنين، وهم مستعدون لسفك الدماء".
وأكد أن "جماعات الهيكل وكافة الجماعات اليهودية، تعتبر المناسبات الدينية من المقدسات، وأن هناك أمرًا إلهيًا يدفعهم من أجل أن يقتحموا الأقصى، وغايتهم بعيدة المدى" مشيرًا إلى أن "من المنظور القريب أن يقوموا بعمليات تخريب في البنيان، سواء من أعلى المسجد جويًا أو من أسفله، لأن هناك أنفاق عديدة، بإمكانها أن أن تخلخل البنيان".
وتابع أن "هناك أنفاقًا متفرعة وعديدة تحت المسجد القبلي، وأسفل باحات المسجد الأقصى، ولهذه الأنفاق فروعًا تتجه بكل الاتجاهات أسفل المسجد الأقصى".
واستدرك بالقول: "ستشهد الأيام القادمة احتمالات لأشياء كثيرة، وسيناريوهات عديدة، وفترة حبلى بمواجهات واسعة".
واستطرد بالقول إن "ما يمكن أن يحدث في الأقصى متعدد الاحتمالات ومخيف، لأن بغية المستوطنين للاقتحامات متزايدة، والرغبة في القتل لدى المستوطنين موجودة".
وأردف بالقول: "لن يقابل الفلسطينيون هذه المعركة بالركود والصمت، بل سيكون هناك ردة فعل من الشارع الفلسطيني، في مناطق الضفة الغربية، جنين ونابلس".
وختم بالقول إن "الحال في الأيام القادمة سيكون عصيبًا، وستصل هذه المواجهات إلى كافة المناطق حتى غزة، لأن الفلسطينيين لن يتركوا المقدسيين لقمة سائغة أمام هذه الاعتداءات المرتقبة".
تجدر الإشارة إلى أن اقتحامات "عيد الفصح" العبري العام الماضي أدت إلى غليان الأوضاع في القدس المحتلة وحصار قوات الاحتلال للمسجد الأقصى، ومحاولة إخراج المعتكفين فيه، بعد مسيرة نظمت داخل أسوار المسجد إثر دعوات المستوطنين لاقتحامه.
وتنذر الأوضاع بتوقعات كثيرة حول تضرر البنيان في المسجد الأقصى، وتعتبر سلسلة الأنفاق الأخيرة من أخطر المشاريع الاستيطانية المعقدة والمترابطة، والتي تمتد تحت المسجد الأقصى، والتي تسعى إلى محاولات تنفيذ مخططات "الهيكل" المزعوم.