مختصون: ما جرى اليوم في الأقصى مشهد غير مألوف
القدس المحتلة - القسطل: اقتحم 1531 مستوطنًا، اليوم الإثنين، المسجد الأقصى، في خامس أيام "عيد الفصح" العبري، بالملابس التوراتية البيضاء.
وأدى المستوطنون الطقوس والصلوات التوراتية، بشكل جماعي، وتعمد المتطرفون على استفزاز المصلين خارج أبواب المسجد الأقصى، ووزعوا أعلامًا طبعت عليها عبارات الهيكل المزعوم.
يقول المحلل السياسي المقدسي، محمد جاد الله إن "ما يلفت الانتباه اليوم لا يقتصر على العدد الذي تضاعف بشكل ملحوظ، بل الغريب هو نوعية الطقوس التي قام بها المستوطنون في باحات المسجد الأقصى".
وأضاف جاد الله لـ"القسطل" أن "ما شوهد اليوم هو أن المستوطنين أدوا كافة الطقوس التلمودية، من انبطاح وغناء، حيث كان مشهدًا غير مألوفٍ، وشكل مفاجأة حقيقية" موضحًا أن "المستوطنين لم يتجرأوا سابقًا على أداء كل هذه الطقوس".
وأشار إلى أن "شرطة الاحتلال قد تدخلت اليوم في عمل حراس المسجد الأقصى" موضحًا أن "حراس المسجد كانوا يطلبون من السياح الأجانب مراعاة قدسية المكان الذي يدخلون إليه، حتى تدخلت شرطة الاحتلال وطلبت من الحراس الابتعاد وعدم توجيه أي أوامر للسياح، وتركت السياح يتجولون كما يشاؤون، بلباس غير محتشم، دون أي احترام لقدسية المسجد".
وأكد أن "ما حصل يعتبر تعد صارخ على صلاحيات حراس المسجد الأقصى، وتدنيس لهذا المكان المقدس، وكل ما يقوم به الاحتلال هو بسبب امتلاكه القوة العسكرية، والأعداد الهائلة من عناصر الشرطة".
وأوضح أن "حكومة الاحتلال تعتقد بأنها وصلت إلى مرحلة متقدمة في السيطرة وفرض السيادة على المسجد الأقصى، ولكن الأقصى قائم وبنيانه ثابت، ومهما بلغت هذه الأعداد، فإنهم لن يستطيعوا فعل أي شي، هم فقط يحاولون الاستفزاز".
واستدرك أن "المثير للغرابة هو أن هؤلاء المقتحمين مدفوعي الأجر" مشيرًا إلى أن "جماعات الهيكل تدفع لهم مقابل هذه الاقتحامات التي يقومون بها، ويذهبون إلى الملاجئ، وبيوت كبار السن ويحضرون من يستطيع أن يمشي على قدميه من أجل أن يكون بين المقتحمين".
واستطرد بالقول إن "الدليل على ذلك هو أن أغلب الحركات الغريبة التي شوهدت في باحات المسجد الأقصى اليوم، لا علاقة لها بأي ديانة، إنما تدل على أن المقتحمين يعانون من خلل جسماني وذهني".
وأضاف أن "في المقابل هناك مئات المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى، مقابل 1500 مستوطن، بالتالي الفلسطينيين بحر وهم يذوبون في عباب هذا البحر".
وأشار إلى أن "جبهات دولية متعددة أعلنت استعدادها للتصدي لمخططات الاحتلال، إذا استمر التصعيد في الاعتداء على المصلين، وتدنيس المسجد الأقصى، منها، إيران واليمن".
وختم بالقول إن "لا خوف على الأقصى مهما بلغت التحديات، والجرائم، والغطرسة ومظاهر القوة الوحشية التي يتصرفون بها، لأن المؤشرات كلها تصب ضد مصالح حكومة الاحتلال وجماعات الهيكل" مشيرًا إلى أنهم "سيواجهون جبهات حرب متعددة من الدول العربية وحتى الأجنبية، والواقع أصبح واضحًا، كل شيء الآن ضد الاحتلال".
من جهته، يقول الباحث المقدسي، فخري أبو دياب إن "اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى كان لها ردة فعل، ولذلك لم يجرؤ الاحتلال الليلة الماضية على اقتحام المصلى القبلي".
وأكد أبو دياب لـ"القسطل" أن "الاحتلال قد وصلته رسالة أن المسجد الأقصى خط أحمر وأن أي محاولة لتدنيسه ستكون لها عواقب وخيمة وردات فعل واسعة".
وأشار إلى أن "الاحتلال يخشى الآن من القيام بأي فعل داخل المسجد الأقصى، رغم وجود ضغط متواصل من إيتمار بن غفير لمواصلة اقتحام المسجد الأقصى؛ من أجل تغيير الوضع فيه وتفريغه وإدخال القربان وتدنيس المسجد".
وأوضح أن "الاحتلال يعي الآن أن ردة الفعل قد تصيبه من مختلف الجبهات العربية، لذلك هو يخشى الخسارة ودفع الثمن".
وأردف بالقول إن "هناك تغير كبير في استراتيجية وسياسة شرطة الاحتلال تجاه المصلين المرابطين والمتواجدين في المسجد الأقصى، نتيجة الضربات التي تلقوها الأسبوع الماضي".
وأضاف أن "استشعار الفلسطينيين بوجود خطر على المسجد الأقصى، بالتزامن مع إعلان جماعات الهيكل ذبح القرابين، أدى إلى زيادة عدد الوافدين والمرابطين والمعتكفين في المسجد الأقصى وهو ما أربك الاحتلال وسياساته".
وأشار إلى أن "حكومة الاحتلال تعمل منذ وقت طويل على مخططات تفريغ المسجد الأقصى خلال الفصح العبري، ورغم ذلك لم يستطيعوا حتى الآن تنفيذ أي من مخططاتهم".
وأكد أن "أعداد المصلين في صلاة التراويح تصل لعشرات الألوف، والتواجد في المسجد الأقصى على مدار الساعة بأعداد كبيرة".
وختم بالقول إن "رغم كل التشديدات والمعوقات والمتاريس العسكرية إلا أن تواجد أعداد المصلين الكبير قد أربك الاحتلال".