الاحتلال يصادق على شق 3 طرق استيطانية في القدس
القدس المحتلة - القسطل: صادقت بلدية الاحتلال، اليوم الخميس، مع اللجنة الفرعية للطرق في مجلس التخطيط الأعلى التابع للإدارة المدنية للاحتلال على 3 مخططات لشق طرق استيطانية بمحيط القدس.
وحول الموضوع، يقول الباحث المقدسي، فخري أبو دياب إن "المدير العام لجمعيات «ريجافيم» الاستيطانية، بتسلإيل سموتريش، المسؤولة عن طرد السكان في منطقة القدس، والمناطق جيم، هو من أشرف على تنفيذ مخططات شق الطرق الاستيطانية".
وأضاف أبو دياب لـ"القسطل" أن "الاحتلال قد عمل على شق ثلاثة طرق؛ بهدف تسهيل وتسريع وصول المستوطنين بين البؤر الاستيطانية، ومحاصرة التجمعات الفلسطينية وفصلها عن بعضها، وتجزئتها عن طريق محاصرتها بطرق التفافية".
وأكد أن "الهدف الأساسي لشق الشوارع الاستيطانية هو السيطرة على القدس، وحرمان المقدسيين من الأراضي المحيطة ومنعهم من التمدد الطبيعي، والبناء والانتفاع بهذه الأراضي ومنع التواصل بين هذه التجمعات".
وأشار إلى أن "الاحتلال سيعمل على مصادرة مساحات كبيرة من أراضي المقدسيين من خلال التوسع بهذه الطرق، تحت مسمى تطوير البنى التحتية وشق الطرق".
وأوضح أن "سموتريش قد خصص ميزانيات ضخمة من أجل مشاريع شق الطرق الاستيطانية، تصل إلى أكثر من 32 مليار شيقل".
وأكد أن "المشروع هو جزء من محاولة تغيير واقع محيط القدس، ولتهيئتها للتغيير السكاني والجغرافي وزرعها بالمستوطنين".
واستدرك أن "هذه الطرق التي تم شقها، تعد شبكة تواصل سريعة وسهلة، سيتم وصلها مع شارع رقم «443» الموصل بين القدس والساحل الفلسطيني، وأيضًا ربطها مع الشارع رقم 1 والشارع 60، وصولًا إلى الأغوار الفلسطينية، ومستوطنات الضفة الغربية".
وبيّن أن "هدف الشوارع هو تسهيل وتسريع وصول المستوطنين للمستوطنات، وأيضًا تسهيل بناء مراكز أمنية عليها، لحماية المستوطنين وإبعادهم عن المناطق التي يسكنها المقدسيون، ومحاولة فصلهم عن الشوارع العربية، لتأمين ذهابهم وإيابهم".
وأردف بالقول إن "المشروع هو جزء من فرض الواقع التهويدي على الأراضي العربية، وهو نوع من تغيير وضع الأرض والواقع في الضفة الغربية بمحيط القدس، في مصلحة الاستيطان والمستوطنين، من خلال سلب مئات الدونمات، ووقف تطوير الأحياء الفلسطينية".
وأكد الخبير المقدسي بشؤون الاستيطان، خليل التفكجي، أن "هذه الأنفاق والجسور تأتي ضمن السلسلة «الإسرائيلية» المعقدة بعملية الربط ما بين شرقي وغربي القدس، ولا يمكن أن يتم فصلها" موضحًا أن "عملية الدمج ليست فقط من خلال البناء استيطاني، بل هي عملية دمج للشوارع والأنفاق الموجودة".
وأضاف التفكجي لـ"القسطل" أن "هذه الأنفاق والجسور لها أهداف استراتيجية، من ضمنها عملية الربط ما بين المستوطنات خارج حدود البلدية مع داخلها، بمعنى عملية إقامة «القدس الكبرى»، بالمفهوم «الإسرائيلي»، دون الإعلان عن ذلك".
وأشار إلى أن "الاحتلال يعمل على وصل الشارع 45 بين المستعمرات الإسرائيلية التي تقع في شمال شرقي القدس مع منطقة «تل أبيب»، وربطها مع مستوطنة عطروت".
وأوضح أن "الشارع الآخر يصل بين شارع رقم (1) مع شارع 60 بـ«تل أبيب»، وهو عبارة عن نفق كبير، ضمن السلسلة «الإسرائيلية»".
وتابع بالقول إن "الشارع الثالث هو الشارع الأمريكي، الذي يقع في الجزء الجنوبي لمدينة القدس، ويصل ما بين جبل «أبو غنيم» والمستعمرات خارج حدود البلدية".
وأوضح أن "مشروع شق الطرق الاستيطاني يعمل على توسيع المستعمرات «الإسرائيلية»، وبناء مستوطنات جديدة، وفي ذات الوقت هو عملية دمج بين المستوطنات".
وختم بالقول إن "مشروع الطرق يأتي ضمن عملية إحاطة القرى والتجمعات الفلسطينية في استراتيجية «إسرائيلية» أمنية واضحة، تجري في عملية التطويق والاختراق والتشتيت، من خلال تطويق الحي العربي بالمستوطنات، واختراقه بالبؤر الاستيطانية، وتحويله إلى بيوت ضمن أحياء يهودية، كما يحصل الآن في بلدة بيت صفافا".