الخطر يداهم مصلى باب الرحمة..ومختصون يتوقعون تفجر الأوضاع
القدس المحتلة - القسطل: اعتدت قوات الاحتلال، ظهر اليوم الجمعة، على المصلين والمتواجدين قرب مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى، واعتقلت شابًا، أثناء توجهه لأداء صلاة الجمعة.
وازدادت وتيرة الاعتداءات على مصلى باب الرحمة، منذ أول أيام العيد، في محاولة لإعادة السيطرة عليه وإغلاقه.
يقول المختص في شؤون القدس، زياد ابحيص إن "استهداف مصلى باب الرحمة هو إعادة فتح لمعركة التقسيم المكاني للمسجد الأقصى، ما يتطلب مراجعة السياق التفصيلي، حول سبب إعادة فتح الاحتلال لهذه المعركة".
وأضاف ابحيص لـ"القسطل" أن "الاحتلال يقود معركة لتغيير هوية المسجد الأقصى وإعادة تعريفه، ونقله من مقدس إسلامي إلى مقدس يهودي، أمام عملية إحلال ديني؛ بمخطط إزالة المسجد الأقصى من الوجود وتأسيس الهيكل على كامل المساحة".
وأشار إلى أن "جماعات الهيكل تلجأ إلى خطة مرحلية قائمة على تحويل المسجد الأقصى إلى مقدس مشترك، وهذه المرحلة لها ثلاث خطط ظاهرة، تتبلور في التقسيم الزماني، والتقسيم المكاني والتأسيس المعنوي للهيكل بفرض كامل الطقوس التوراتية في المسجد الأقصى".
وأوضح أن "إعادة إحياء المعركة على باب الرحمة تأتي ضمن إطار التقسيم المكاني" مشيرًا إلى أن "التقسيم يستهدف مصلى باب الرحمة باعتباره الجزء الشرقي للمسجد الأقصى".
واستدرك أن "المسجد الأقصى أمام خطوة خطيرة لتغيير هويته من خلال التقسيم المكاني، التي جرى العمل عليها سابقًا، ويجري العمل عليها الآن بشكل مخطط أكثر، وستبقى نقطة مشتعلة حتى يحسم الصراع".
واستطرد بالقول إن "فترة رمضان تشكل محطة لتكريس حقيقة هذا المصلى وطبيعته كجزء من المسجد الأقصى، يحاول الاحتلال عزله منذ مدة طويلة، خاصة بعد إعادة تأهيل شبكة الكهرباء المتهالكة وتصليح المم الموجود في الجهة الجنوبية للمصلى، والذي يمنع ترميمه منذ العام 2019، ما استفز الاحتلال، وزاد من وحشيته".
وأوضح أن "الاحتلال يستقصد باب الرحمة ويريده معزولًا كما كان في الأعوام الماضية مغلقًا، وبالتالي هو يحارب كل ما يمكن أن يعيده إلى أصله، لذلك استغل عيد الفطر وانشغال المسلمين، وشن هجومًا على المصلى وفصل شبكة الكهرباء بالكامل في ثالث أيام العيد".
وأكد الباحث المقدسي، راسم عبيدات أن "الاحتلال يستهدف مصلى باب الرحمة ليقيم به كنيسًا يهوديًا، ولبناء قاعة دينية يهودية، بوضع مقاعد، ومظلات؛ من أجل إقامة طقوس وشعائر دينية، من خلال استغلال المساحة الموجودة أمامه، البالغة 500 متر مربع".
وأضاف عبيدات لـ"القسطل" أن "الاحتلال يضع أهدافه على مصلى باب الرحمة، باعتباره أحد أسس المسجد الأقصى وهو بمثابة تسوية تحت الأرض، بمساحة 300 متر مربع".
واستدرك أن "الاحتلال يستهدف مصلى باب الرحمة؛ لمحاولة فرض السيطرة على كامل المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى، والتي تمثل ثلث مساحته."
وأشار إلى أن "الاحتلال يحاول فرض السيطرة على كامل المسجد الأقصى، من خلال مصلى باب الرحمة وصولًا إلى المقبرة، ثم إلى حائط البراق، بمعنى إيجاد تواصل جغرافي في المنطقة".
وأردف بالقول إن "الاعتداء على مصلى باب الرحمة هو تمهيد لإقامة الهيكل المزعوم، ولذلك تزداد عمليات الاقتحام والاعتقال في المصلى".
واستطرد بالقول إن "ما قامت به قوات الاحتلال من اعتداء على المصلين في مصلى باب الرحمة، واعتقالهم وإبعادهم عن الأقصى، هي ضمن الخطوات الإسرائيلية التي تسبق عملية التهويد في المسجد الأقصى، كما حصل سابقًا في المنطقة المحيطة به، عندما استولت حكومة الاحتلال على 183 دونمًا من أراضي الوقف الإسلامي وسجلتها بأسماء جمعيات استيطانية من ضمنها جمعية إلعاد".
وأوضح أن "كل ما تقوم به حكومة الاحتلال في مصلى باب الرحمة، وكل ما هو قريب، يقع ضمن الخطة التهويدية السريعة للمسجد الأقصى" مشيرًا إلى أن "بلدية الاحتلال قد رفعت القدسية عن باحات المسجد الأقصى بتحويلها إلى معلم سياسي تتم فيه الطقوس التوراتية والتلمودية، إضافة إلى إقدامها على إقامة مقهى ومطلة فوق حائط البراق، ما يعني التأكيد على التواجد اليهودي في تلك المنطقة، وزيادة أعداد السواح اليهود، بالإضافة إلى مراقبة المسجد الأقصى".
وأشار إلى أن "الاحتلال يسعى إلى تكريس الشراكة في المكان والقدسية اليهودية في باحات المسجد الأقصى، طيلة السنين، حيث أغلق المصلى عام 2003 حتى العام 2016 تحت حجج وذرائع واهية، وفي شباط عام 2019 قام الاحتلال بتغيير الأقفال الموجودة على مصلى باب الرحمة، وتمكن الشبان المقدسيين من عملية كسر الأقفال وإعادة افتتاح المصلى".
وأكد أن "العدوان على مصلى باب الرحمة سيزداد في الفترة القادمة، وقد تندفع الأمور تجاه الإنفجار من بوابة مصلى باب الرحمة".
وختم بالقول إن "معركة مصلى باب الرحمة القادمة ستكون الأشرس، لأن الاحتلال يريد أن يثبت عملية إغلاق مصلى باب الرحمة وفصله عن المسجد الأقصى، وبالتالي عدم استخدامه كمصلى".
يذكر أن قوات الاحتلال تستهدف مصلى باب الرحمة؛ استكمالًا لمخطط تهويد مقبرة باب الرحمة التي تتصل مع المصلى من الجهة الشرقية الخارجية، والتي سيطر الاحتلال سابقًا على 7 دونمات منها.