الذكرى السادسة لانتصار هبة باب الأسباط..لحظات فارقة في تاريخ القدس واستهداف لا يتوقف
القدس المحتلة - القسطل: في مثل هذا اليوم قبل 6 أعوام، نفذ 3 شبان، من مدينة أم الفحم، وهم محمد أبو غنام، ومحمد لافي ومحمد شريف، يحملون جميعًا اسم "محمد جبارين"، عملية إطلاق نار عند باب حطة، أسفرت عن استشهادهم ومقتل جنديين، وجرح آخر، وإغلاق المسجد ليومين.
وبدأت معركة البوابات الإلكترونية بالمسجد الأقصى في 14 تموز/يوليو 2017، حينما أغلقت "إسرائيل" المسجد ومداخل البلدة القديمة ومنعت إقامة صلاة الجمعة، وأعلنت عن كاميرات مراقبة جديدة في محيطه.
حينها رفض المقدسيون دخول المسجد الأقصى تحت شرط التفتيش والتدقيق، واعتبروه خطوة خطرة تتجه نحو تهويده والسيطرة عليه، فاعتصموا على بواباته، وخاصة باب الأسباط المخصص لهم.
في الـ27 من تموز/ يوليو، وبعد معاناة ومواجهة طويلة مع قوات الاحتلال، وأداء الصلوات في الشوارع المحيطة للمسجد الأقصى، ورفض شعبي واسع ورسمي فلسطيني لهذا الإجراء، ورافقه تضامن عربي وإسلامي؛ اضطرت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" للتراجع عن البوابات الإلكترونية، ورضخت لإرادة المقدسيين، وقامت بتفكيك الكاميرات، فدخل الناس الأقصى في مشهد جليل أبكى الملايين؛ احتفاءً بالنصر الذي حققه المقدسيون.
أثبت الردع الجماهيري، والصمود المقدسي نجاعته أمام عنجهية الاحتلال، وأرغمه على التراجع عن إجراءاته بحق المسجد الأقصى، حيث نجحت جميع الهبات الشعبية المقدسية بدءًا من هبة باب الأسباط وباب الرحمة، حتى باب العامود والشيخ جراح، والتي أفشلت كافة إجراءات الاحتلال، وخلقت لحظات فارقة في تاريخ مدينة القدس، وسحقت مخططات الاحتلال الرامية لتهويد المسجد الأقصى وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا.
الأهمية التاريخية
يرتبط محيط باب الأسباط بتاريخ عظيم، على الأمة العربية والإسلامية؛ حيث تقع بقربه مقبرة الرحمة، التي تعد من أقدم المقابر الإسلامية، والتي حوت رفات العديد من المناضلين والمجاهدين، الذين شاركوا في الفتح الصلاحي للمدينة، كما دفن بها عدد من صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام، وفيها دفن الصحابيان عبادة بن الصامت، الذي شارك في الفتح الإسلامي لمصر، وشداد بن أوس.
يعد باب الأسباط مسلكًا رئيسيًا للمقدسيين القاصدين المسجد الأقصى المبارك، خاصة للساكنين في الأحياء شرق وجنوب البلدة القديمة، وذلك بعد أن أغلق الاحتلال باب المغاربة، أحد أبواب المسجد الأقصى في الجهة الغربية، بعد احتلال شرقي القدس عام 1967.