مختصون: لقاءات الاحتلال مع بعض الأنظمة العربية هي سطو على الأقصى وموافقة على تهويده
القدس المحتلة - القسطل: يقول المحلل السياسي المقدسي، راسم عبيدات، إن "أي مشاركة عربية في أي مؤتمر أو مناسبة بمشاركة قيادة تطبيعية، تعتبر التفافًا على على نضالات الشعب الفلسطيني".
وأضاف عبيدات لـ"القسطل" أن "المسألة مرتبطة بموقف الدول من القضية الفلسطينية، وعلى وجه الخصوص المسجد الأقصى الذي بات مهددًا".
وأشار إلى أن "مشاركة المؤسسات المقدسية في مناسبة الجلوس السادس والعشرين لملك المغرب، يندرج تحت مسمى التطبيع".
وأردف بالقول إن "حكومة المغرب قد أقدمت على عملية تطبيع مع دولة الاحتلال بما يتجاوز ما قاموا به من مبادرة السلام العربي، بمعنى أنها تخلت عن المبادرة العربية التي أطلقتها الدول العربية وطبعت مع الكيان".
واستدرك أن "الحكومة لم تكتف بالتطبيع مع الاحتلال، بل عينت حكومة الاحتلال للمغرب ملحقًا عسكريًا، وفي الذكرى الـ75 للنكبة كان هناك حضور كبير من وفد عسكري مغربي، وأقاموا صلوات تلمودية في المسجد الأقصى على أرواح جنود الاحتلال، الذين قتلوا على يد مقاومين فلسطينيين مدافعين عن أرضهم".
وتابع بالقول: "كلها مؤشرات تدل على قوة العلاقات المغربية مع دولة الاحتلال، من مشاركة حكومة الاحتلال في مناورات الأسد الإفريقي على أراضي دولة المغرب، وشراء المغرب لأسلحة إسرائيلية من ضمنها المسيرات ووسائل الدفاع الجوي".
وأكد أن "لجنة القدس لا تحتاج إلى مطبعين ومن يخرقون قرارات الإجماع العربي، ويتهاونون بتضحيات شعبنا، وبالتالي هذا الحضور يشجع الأنظمة على الإمعان في التطبيع، ووضع المصالح الخاصة فوق الوطنية".
واستطرد بالقول إنه "أمر مخزٍ ومعيب، أن نكون شعبًا له قضية تدعو العالم العربي إلى وقف التطبيع مع الاحتلال، وفي الوجه الآخر يتم الاحتفال في المناسبات التطبيعية".
وأضاف أن "المغرب هي أول دولة عربية تعقد اتفاقية دفاع مشتركة مع دولة الاحتلال، ومن هذا المنطلق فإن الحضور في هذه المناسبة ليس في مصلحة شعبنا ولا في قضية القدس".
وقال المحلل السياسي: "نحن لم نعتد أن نقايض المشروع الوطني وحقوقه الوطنية والسياسية، من أجل دعم بعض المشاريع الاقتصادية في القدس".
وبيّن أن "اعتراف حكومة الاحتلال بسيادة المغرب على الصحراء، وزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتكررة للمغرب في ظل الأزمات الداخلية التي تعيشها حكومة الاحتلال، يشكل واقعًا خطيرًا في المنطقة يهدد أمن القدس".
وأكد أن "غاية الدول العربية هو تشكيل الحماية لحكومة الاحتلال، وليس لإيجاد حل وقف بين الطرفين"، مشيرًا إلى أن "للقاءات مع الاحتلال مخاطر كثيرة على شعبنا وقضيتنا، وهي تفتح المجال لتطوير وتوسيع علاقات التطبيع ورسم الأحداث الأمنية والعسكرية".
وختم بالقول إن "كل اجتماعات القمم وما بعدها، تأتي فقط لخدمة المصالح الأمريكية ضمن شروطها التي تصب في مصالح الحكومة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني".
من جهته، يقول الباحث المقدسي، جمال عمرو: "في واقع الأمر ينظر المقدسيون إلى كل عمل يخفف العناء والمآسي التي يمر بها الشعب الفلسطيني باحترام شديد واستثناء".
وأوضح عمرو لـ"القسطل" أن "ما يؤلم المقدسيين هو مسارعة النظام العربي الرسمي للتطبيع مع الاحتلال، وهذا أمر محزن جدًا بكل المقاييس، وهي سقطة لا يمكن تبريرها أو حتى الرضى عنها".
وأشار إلى أنه "على النظام العربي الرسمي أن يعيد الحسابات؛ لأن علاقات الاحتلال مع بعض الدول العربية هي اختراق للأمن القومي العربي وتدمير للقضية الفلسطينية وسطو على المسجد الأقصى المبارك وموافقة على تهويده".
واستدرك أن "المغرب العربي الشقيق له ثأر وشهداء وحي بأكمله تم تدميره من قبل الاحتلال، متسائلًا "هل أعادت إسرائيل مقابل علاقتها مع المغرب حي المغاربة لأصحابه؟".
وتساءل عمرو "هل اعتذروا عن جرائمهم بحق المغاربة والشعب الفلسطيني، بعد أكثر من 182 مجزرة نفذت بحقهم؟".
وأكد أنه "لا يمكن الرضى على الإطلاق عن أي تطبيع من قبل أي نظام عربي رسمي، وهذا أمر لا يمكن أن تقبله الشعوب".
واستطرد بالقول إنه "لا يوجد أي مبرر في اعتراف دولة الاحتلال بالصحراء المغربية، لأنها أحقية لا تحتاج إلى اعتراف من الاحتلال" مشيرًا إلى أنها "مهزلة وعيب وعار".
وتابع: "تحت الضغط الشعبي في المغرب، والدعوات الكبيرة من قبل الجمعيات المغربية لمقاطعة التطبيع، نحن واثقون من أن ملك المغرب سيراجع حساباته ويسحب علاقاته مع الاحتلال".
وختم بالقول إن "رغم الاختراق للأمن القومي العربي عبر بوابة الإمارات والمغرب والبحرين، لا يمكن أن يؤثر ذلك على العلاقة الودية بين الشعب الفلسطيني والشعوب العربية".