نفخ بالبوق وصلوات علنية..المستوطنون يستبيحون المسجد الإبراهيمي في موسم "الأعياد" التوراتية
القدس المحتلة - القسطل: اقتحم مستوطنون، اليوم الخميس، الحرم الإبراهيمي بالخليل، وأدوا صلوات توراتية علنية، ونفخوا بالبوق، بداخل المسجد الإبراهيمي، وممارسات مشابهة لطقوس جماعات "الهيكل" في المسجد الأقصى، وذلك بالتزامن مع موسم "الأعياد" العبرية.
وحول ما حصل، يقول الباحث المقدسي، جمال عمرو، إن "حكومة الاحتلال، المتمثلة بجماعات الهيكل، وكل المنظمات الصهيونية، يحاولون ويعملون بكل جهودهم من أجل ممارسة الطقوس الدينية الاستفزازية المتعلقة بجبل الهيكل خلال أعيادهم".
وأشار عمرو لـ"القسطل" إلى أن "ما حصل في المسجد الإبراهيمي، هو محاولة إيصال رسالة، تنص على أن السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى قادمة قريبًا".
وأكد أن "اقتحام الحرم الإبراهيمي هو جريمة مشابهة لاقتحام المسجد الأقصى خلال الأعياد العبرية، وفيها رسائل وقحة يحاول الاحتلال إيصالها".
واستدرك أن "اقتحام المستوطنين للمسجد الإبراهيمي وممارسة الطقوس فيه، هو أمر في غاية الخطورة، يدل على جرأة الكيان الصهيوني ووقاحته، ونواياه القادمة خلال عيد الغفران".
وقال الباحث، إن "من المتوقع أن تتصاعد الأوضاع في الفترة القادمة، بتدخل جبهات دولية، من لبنان وإيران ودول أخرى، فهناك 3 أعياد قريبة، بأيام طويلة، سيحاول خلالها المستوطنون، بمشاركة وزراء، استفزاز المسلمين قدر الإمكان".
في الـ25 من فبراير/ شباط 1994 تشكّلت لجنة “شمغر” برئاسة قاضي المحكمة العليا، بأمر من يتسحاك رابين رئيس الحكومة الإسرائيلية حينها، وأوصت بتقسيم الحرم الإبراهيمي وفصل اليهود عن المسلمين.
هذا التقسيم أعطى الفلسطينيين مصلّى الإسحاقية والجاولية، بينما مُنح اليهود باقي الأجزاء مثل: الفناء الداخلي، والقاعة اليوسفية، والإبراهيمية واليعقوبية.
إلا أن ما حصل اليوم داخل المصلى، ينذر بخطر قريب قادم على المسجد الإبراهيمي، وهو تعبير صارخ وتطبيق واضح لمخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، ففي الوقت الذي يقتحم المستوطنون المسجد آلافا، يمنع الفلسطينيون تمامًا من الوصول إليه، وفي الوقت الذي يُطرد فيه الفلسطينيون من مصلى باب الرحمة يُحرس المستوطنون وهم يؤدون صلواتهم هناك.