الأرمن المقدسيون .. صمود في وجه اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه لحماية أرض "حديقة البقر"
القدس المحتلة - القسطل: يواصل عشرات الأرمن المقدسيون اعتصامهم المفتوح منذ بداية نوفمبر الجاري، في أرض "حديقة البقر" والتي تستخدم كموقف للمركبات داخل سور القدس، ضد صفقة مشبوهة وقعت عام 2021، يقولون إنها ستسلبهم 25% من حيّهم الذي يعود للقرن الرابع الميلادي، حيث يرفضها الأرمن المقدسيون ويخوضون حراكا ميدانيا وقانونيا ضدها.
واقتحمت شرطة وقوات الاحتلال ومستوطنيه الحي الأرمني عدة مرات، في محاولة لتأمين استيلاء المستوطنين على أرض "حديقة البقر"، وفي محاولة لتفريغ إحدى الساحات تمهيدا للاستيلاء عليها.
وتصدى الأرمن المقدسيون لمحاولات التفريغ، وتجمهروا بالعشرات في الساحة، واعتقلت شرطة الاحتلال شابين منهم، أفرج عن أحدهما لاحقا. للقسطل
وقال المقدسي الأرمني ستراك باليان "للقسطل": "يظن الاحتلال أن الأرمن سيخافون ويهربون من اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه، ولكننا صمدنا على أرضنا ووقفنا المستوطنين أيضا، ومنذ أسبوع نحن في حديقة البقر نعتصم ونحرسها ونوقف أي مستوطن أو شرطة لتأخذ المكان بالقوة".
وأضاف: "سنبقى ندافع عن حقوقنا وأرضنا وعقاراتنا ومجتمعنا وكنيستنا حتى آخر رمق".
وأشار إلى أن استراتيجية هذه الأرض مهمة جدا، فهو المكان الوحيد الذي له مساحة مفتوحة في البلدة القديمة، وأعلى نقطة في فيها.
وأوضح أن مستوطنون مسلحون، اقتحموا الأرض المهددة بالتسريب، وحطموا السور المحيط بموقف للمركبات.
ويذكر أن الأرمن في القدس نظموا حراكا مستمرا منذ يونيو/حزيران الماضي ضد الصفقة المشبوهة التي وقع عليها بطريركهم "نورهان مانوغيان"، وفي نتيجتها أن 25% من مساحة الحي تم بيعها للاحتلال من خلال عقد إيجار لمدة 98 عاما لرجل أعمال يهودي أسترالي؛ وتشمل الصفقة 11 ألف و500 متر مربع، وهي عبارة أرضا كبيرة لركن السيارات، ومبنى تعيش فيه عائلات أرمنية ويضم مدرسة دينية وحوانيت ومطعما.