“رجعوه بدها تودعه”.. شُيّع محمد وكانت لحظة وداعه مؤلمة
القدس المحتلة - القسطل: استُشهد محمد، وقبل أن يُدفن في مقبرة بلدته ودّعته عائلته بدموع الألم على الفراق، ودموع القهر والظلم لما جرى له فترة اعتقاله في سجون المحتلّ وإهماله طبيًّا.
الشهيد محمد صلاح الدين (20 عامًا)، اعتُقل خلال شهر نيسان من العام 2019، وحكم الاحتلال عليه بالسّجن لمدة عامين. وخلال شهر تموز 2020، تم الإعلان عن إصابته بالسرطان في سجون الاحتلال، وأُفرج عنه في شهر آب 2020، بعد أن وصل إلى مرحلة صحية حرجة.
لم تقدّم إدارة السجون له العلاج اللازم، بل مارست بحقه إهمالًا طبيًا متعمدًا بحسب مؤسسات الأسرى التي تابعت حالته، وبعد أن استشرى المرض في جسده تم الإفراج عنه.
يوم أمس، استُشهد محمد صلاح الدين، وشيّع مئات الفلسطينيين اليوم جثمانه في بلدة حزما (مسقط رأسه) شمالي شرق القدس المحتلة، من خلال موكب مهيب خرج من مجمع فلسطين الطبي إلى البلدة.
حمله الشبان على الأكتاف إلى بيته، ودّعته العائلة لآخر مرّة، ثم حملوه مجددًا، وعند الخطوة الأخيرة على بوابة المنزل، جاء صوت من داخل المنزل ينادي: رجعوه. كانت تلك والدته، تململ الشبان قليلًا في إعادته، حسبما روى مراسل “القسطل”.
وأضاف أن صوت الأم عاد مرة أخرى وبنبرة أقوى “بحكي رجعوه.. رجعوه أخته بدها تودعه”، وبالفعل أعاده الشبان، واحتضنته شقيقته للمرة الأخيرة ولثوانٍ معدودة، همست في أذنه وكأنه يسمعها، ونظر إليها كأنها تراه، وكأن لسان حالهما يقول: الملتقى الجنة.
رحلوا به إلى المقبرة مهللين ومكبّرين، حاملين الأعلام الفلسطينية ومرددين هتافات وطنية تُطالب بالثأر للشهيد.
ميدانيًا، نصبت قوات الاحتلال حاجزًا عند مدخل البلدة، في محاولة لمنع وصول الفلسطينيين إلى حزما للمشاركة في تشييع جثمان الشهيد صلاح الدين.