حامية المنهاج وأيقونة التربية والتعليم.. عليّة نسيبة في ذمة الله
القدس المحتلة - القسطل: توفيت يوم أمس الإثنين، عميدة التعليم في مدينة القدس المحتلة، المربيّة عليّة نسيبة عن عمر يناهز 94 عاماً، قضته مخلصة ومحبّة للقدس ومسخّرة حياتها وأيامها في سبيل خدمتها وخدمة التعليم فيها.
ولدت عليّة عام 1927 لعائلة مقدسيّة عريقة، وهي من سكان حي واد الجوز في المدينة، كانت حامية المنهاج الفلسطيني من تهويده وأسرلته منذ أن احتُلّت مدينة القدس عام 1967.
عام 1967 كان عمر نسيبة نحو أربعين عامًا حيث كانت تشغل منصب مديرة لإحدى أعرق وأهم مدارس القدس “مدرسة المأمونية” وهي أبرز مدرسة ثانوية للبنات في المدينة.
بعد احتلال القدس، تصدت نسيبة وزملاؤها التربويون لمحاولة المحتل تهويد المنهاج المدرسي، مما اضطرها للإضراب عن العمل والعودة إلى مدرسة المأمونية.
لم يرق الأمر لسلطات الاحتلال، فبدأت حينئذ بطلب مقابلتها ومن ثم بدأت رسائل التهديد، لكن علية لم تلبّ أيًا من تلك الاستدعاءات.
تطور الصراع مع الاحتلال إلى أن شلّ إضراب شامل المدارس إذ لم يلتحق بها المعلمون طوال ثلاث سنوات كاملة، بعد أن قرر الاحتلال حذف المضامين الوطنية من المنهاج، وهو ما جعل البحث عن بدائل للمدارس الحكومية أمرًا ملحًا.
أدركت نسيبة خطورة تلك المرحلة فاتفقت مع إحدى قريباتها المعلمات على العمل مع “جمعية الفتاة اللاجئة”، لفتح مدرسة تستوعب أكبر عددٍ من الطالبات وإخراجهن من المدارس الواقعة تحت سيطرة الاحتلال، وأصبحت الفكرة واقعًا عام 1970، بعد أن قدّم الشيخ سعد الدين العلمي بيته ليصبح أول مدرسة تمتلكها الجمعية.
لم تتوقف نسيبة عند مدرسة الفتاة اللاجئة، فبدأت العمل بجد لفتح مدرسة أخرى في بلدة بيت حنينا شمال القدس؛ لاستيعاب أعدادٍ أكبر من الطالبات، وبجهودها الفردية.
وبالتزامن مع افتتاح مدرسة الفتاة اللاجئة عام 1970، افتتحت المدرسة النظامية للبنات، وكانت الأولوية فيها تسجيل الطالبات القادمات من المدارس التي تعلم المنهاج “الإسرائيلي”.
تكفلت نسيبة في تلك الفترة بدفع الكثير من نفقات المدرسة من أموالها الشخصية، لتغطية إيجار المبنى وتوفير الأدراج وكافة المستلزمات، وكان همها الأول والأخير إيجاد مدارس بمنهاج فلسطيني خالص ودون أي سيطرة من الاحتلال.
استمرت علية نسيبة في إدارة مدرسة النظامية منذ عام 1970 وحتى 2005، حيث قدمت استقالتها بعد أن بلغت الـ78 من عمرها.
الحزن خيّم أمس على كل من عرف المربية الفاضلة وعاش ذكريات معها، سواء من الكادر التعليمي أو الطالبات أو بعض الشخصيات المقدسيّة التي عرفتها وعاشت معها وعلمت أن القدس فقدت أمس أيقونة التربية والتعليم في العاصمة المحتلة. إليكم بعضٌ من المنشورات التي كُتبت أمس في رحيلها عبر موقع "فيسبوك":
مصدر المعلومات عن المربيّة نسيبة من الجزيرة نت