ابن الأسيرة إسراء جعابيص: “نفسي تكوني بهاليوم وأجيبلك هديّة لو بشيقل”
القدس المحتلة - القسطل: في هذا اليوم الذي يحتفل فيه الآلاف بيوم الأم، هناك من يعيش هذا اليوم بوجع كبير، يستذكر والدته التي حرمه الموت منها، أو لربّما غيّبتها سجون الاحتلال إثر حادثة ما، فتركت في نفسه ألمًا يعتصر قلبه كلّما تحدّث أحد أمامه عن الأم.
معتصم كان يبلغ السابعة من عمره حينما تم اعتقال والدته في الـ11 من شهر تشرين أول/ أكتوبر عام 2015، واليوم يبلغ من العمر 13 عامًا، لا يُريد شيئًا من هذه الحياة سوى رؤية والدته التي أكلت النار أكثر من نصف جسدها، إثر عطل حصل في مركبتها على بعد مئات الأمتار من حاجز الزعيم شرقي القدس.
اتهمتها شرطة الاحتلال بمحاولة تنفيذ عملية فدائية من خلال مركبتها عبر تفجير اسطوانة الغاز المنزلية التي كانت معها، وبعد سلسلة من الجلسات في محاكم الاحتلال، تم الُحكم عليها بالسجن لمدة 11 عامًا، رغم وضعها الصعب وحاجتها للعلاج بشكل متواصل إثر الحروق التي أصابتها.
“القسطل” كانت في زيارة لمعتصم تزامنًا مع الاحتفالات بيوم الأم، وقال موجهاً حديثه لوالدته: “ أنا بحبك كتير يما.. ومشتاقلك كتير”.
وأضاف: “يا ريت لو إنك معي، وبقدر أهديكِ هدية متل أي طفل في هذا اليوم، لو قيمتها مش كبيرة، لو بشيقل واحد، المهم هدية مني إلك ..”.
وقال معتصم لإسراء التي قضت سنوات صعبة في السجون وما زالت رهن الحبس بظروف صعبة وسيئة في سجن “الدامون”: “بحبك كتير وبتمنى تكوني جمبي دائمًا”.
وعن الزيارة، يقول ابن الأسيرة جعابيص: “الزيارة تعكّر الأجواء خاصة عمليات التفتيش والأبواب الكثيرة التي تسبق وصولنا إلى قاعة الزيارة.. وهناك أرى والدتي 45 دقيقة فقط..”.
ويبين أن عائلات الأسرى والأسيرات تخرج عند الساعة الخامسة فجرًا، ويقول: “تعب في ذهابنا وتعب في إيابنا..”.
ثم أنهى حديثه قائلًا لأمّه التي حُرم منها، ومن حضنها، وعناقها، كأي طفل في العالم، يغمرها في كل الصباحات والمساءات، تداعبه وتدرّسه وتحتفل معه في كل المناسبات، وتُشاركه في كل تفاصيل حياته: “بتمنى أشوف إمي على طول”.