عندما تقتُل جرّافات الاحتلال أحلامهم .. المقدسيّون يُغيثون بعضهم
القدس المحتلة - القسطل: سنبدأ معكم بهذه الصورة، سيُعجبكم البيت من جماله وترتيبه وألوانه وحديقته ومساحته الخارجية، لكن ماذا بعد أن تُشاهدوا هذا المقطع المصوّر الذي تعلو فيه التكبيرات على صوت الجرافات..
لمجرّد أن ترى جرافة تهدم بيتًا جميلًا كهذا، تعرف على الفور أنها بلدية الاحتلال التي تقتل الجمال والأحلام في العاصمة المُحتلة، بغية تدمير الفلسطيني وتحطيمه بعدما يرى كل ما خطّط له ونفّذه.. ركامًا، لكنها تُفاجأ بصلابتهم وصمودهم رغم كل الشدائد التي يمرّون بها.
“حسبنا الله ونعم الوكيل.. لا حول ولا قوّة إلا بالله .. الله أكبر.. الله أكبر”.. تسلّح آل العباسي في بلدة جبل المكبر جنوبي شرق القدس المحتلة بالقوّة والتكبير والاحتساب إلى الله، بعدما عجزوا عن توقيف عملية هدم شقّتين كانوا يسكنونها بالأمس، وسوّتها آلية بلدة الاحتلال بالأرض.
حاول منير وخالد العباسي منذ عام 2016 ترخيص هاتين الشقتين، لكنّ بلدية الاحتلال لم تمنحهما ما أرادا، بل فرضت عليهما مخالفة بناء قُدّرت بنحو 70 ألف شيقل، والتزما بدفعها بشكل شهري.
يعيش في الشقتين سبعة أفراد، لم يهنأوا بالعيش فيهما بسبب إجراءات بلدية الاحتلال التعجيزية التي رفضت منح آل العباسي الترخيص بشكل قطعي، وأصدرت أمرًا بالهدم. فرّغ منير وخالد شقّتيهما بعدما أمهلتهما البلدية حتى الـ11 من الشهر الجاري لتنفيذ الهدم بشكل “ذاتي”، رافضة تأجيل أو تجميد القرار.
ما بعد الهدم، تُجبر العائلة على دفع “أجرة الهدم” التي تصل لعشرات آلاف الشواقل، أي أن على المتضرر أن يدفع لبلدية الاحتلال أجور العمال وقوات الاحتلال وكل من تواجد من طواقمها في المكان، كما أن عليه أن يُزيل الركام بنفسه أيضًا.
“كن عونًا لأخيك”.. هي حملة انطلقت فورًا عقب هدم شقتيّ العباسي في المكبّر من قبل مجموعة من الشبان والشابات، لمساندة العائلة والوقوف بجانبها.
تلك الحملة عبارة عن جمع تبرعات لعائلة العباسي المتضررة، لتعزيز ثباتهم وصمودهم وإسنادهم ماديًا ومعنويًا، وكي يتمكّنوا من دفع “أجرة الهدم”.