"القدس مش للبيع".. كيف تفاعل أهل المدينة مع تسريب عقارات سلوان؟
القدس المحتلة - القسطل: القدسُ لم تكن يومًا للبيع، ولن تكون حتى لو سُرّب ما سُرّب من بعض السّماسرة الذين باعوا ضمائرهم، ورضخوا لملايين العدو. وأهل المدينة لا ينسون من باع وسرّب وفرّط في كلّ ذرة تراب من أراضيها.
اليوم وخلال ساعات الفجر، تمكن المستوطنون من الاستيلاء على ثلاث بنايات وقطعة أرض في حي بطن الهوى ببلدة سلوان، وهذا لم يحدث في يوم وليلة، بل تم تسريب تلك العقارات لهم من قبل بعض النفوس الضعيفة التي هَوَت وضعفت مع ملايين الدولارات التي قدّمها الاحتلال لها من أجل التنازل والبيع.
في المقابل، هم أصبحوا “خَوَن”، هم من باعوا الوطن، وبحسب أبناء جلدتهم وبلدتهم ومدينتهم “جواسيس الاحتلال”، هم من قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا، الشيخ عكرمة صبري عنهم “لا يغسّلون ولا يكفّنون ولا يصلّى عليهم”.
ما إن عُرف بعضهم، حتى تبرّأت عائلاتهم منهم إثر هذا الفعل الكبير، الذي ضجّت له المدينة، بل فُجعت مع ساعات الصّباح. عقارات سلوان المُطلّة على المسجد الأقصى، والقبّة الذهبية، الإطلالة الساحرة، التي يتمنّاها كل مقدسي من أبناء المدينة المحتلة، الآن أصبحت بيد المستوطنين والجمعيات الاستيطانية التي تسعى للسيطرة الكاملة على سلوان لموقعها الإستراتيجي القريب من الأقصى وحائط البراق والبلدة القديمة، ولن ينتهي التسريب هنا فالأطماع أكبر من ذلك.
مركز معلومات وادي حلوة أكد أن عدد البؤر الاستيطانية في حي بطن الهوى في سلوان ارتفع اليوم إلى 12 بؤرة وقطعة أرض، معظمها بنايات سكنية سُربت للمستوطنين خلال الأعوام الماضية، علمًا بأن أكبر عملية تسريب في سلوان حصلت خلال عامي 2014 و2015.
غضبٌ ساد صفوف المقدسيين، وعبّروا عن ذلك من خلال منشوراتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعدما نشر أحد المقدسيين صورة لعلم الاحتلال على إحدى البنايات التي تم تسريبها فجرًا، وكتب عليها: “هكذا بدت شرفة منزلنا بعد تسريب عقار فجر اليوم لصالح المستوطنين في بلدة سلوان”.
نؤكد هنا على ما قاله مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين سابقًا: “يحرّم شرعًا بيع أراضي فلسطين وأملاكها أو تسهيل تمليكها للأعداء” وأيضًا: “إن البيع للاحتلال أو التسريب أو تسهيل التمليك من خلال السماسرة المرتزقة يعد خيانة عظمى للدين والوطن والأخلاق”.
ولا ننسى ما قاله الشيخ صبري وما زال في كل حادثة تسريب في القدس: “من يُسرّبون أو يبيعون أي عقار في القدس أو فلسطين لا يغسّلون ولا يكفّنون ولا يصلّى عليهم”.