نجوى عدنان.. قصة عشق للأقصى تبدأ بنابلس وتنتهي في رحابه
القدس المحتلة - القسطل: كلٌ يصنع روتينه الخاص به، ونجوى عدنان صنعت روتينها اليومي والأسبوعي ورسمته بتفاصيله المتعبة من نابلس إلى القدس، ولم تدع الـ 67 كم التي تتضاعف مع حواجز الاحتلال الاسرائيلي عائقًا أمام وصولها إلى مسقط قلبها، فمنذ عدة أشهر اختارت نجوى أن تقضي يومًا أو يومين من كل أسبوع في مدينة القدس، غير آبهة بما يُمليه عليها الاحتلال "لن أنتظر إذن من الاحتلال كي أصلي بالأقصى".
بيتي هو الأقصى
"عندما أعود إلى بيتي أشعر كأني في المنفى، فبيتي المسجد الأقصى، وشعوري بالأمان يتجدد مع كل صلاة"، بهذه الكلمات وصفت نجوى المسجد الأقصى الذي تداوم على المجيء له والصلاة فيه على الرغم من البعد والمسافة الطويلة التي يبذلها أهالي الضفة الغربية للوصول إلى القدس، إضافة إلى أن عملية الذهاب والعودة من الضفة إلى القدس مرهقة ماديًا وجسديًا، لكن الوصول للأقصى هو المكافأة، مضيفة "تهشمت قدماي نتيجة الطرق الالتفافية والمداخل العديدة التي سلكناها للوصول للأقصى وضمان الدخول، لكن وصلنا".
دافع ديني ووطني
الدافع الديني والوطني هو دافع نجوى الأساسي لتكرار الزيارة خلال فترة قصيرة تقول عدنان"مُنعنا من دخول الأقصى لمدة سنة كاملة، استغلها الاحتلال لتسيير رحلات سياحية للقدس، في الوقت الذي نحن بعيدون عن القدس والأقصى بسبب كورونا" إذ وصفت الأمر بالموجع، وأخذت على عاتقها مسؤولية نشر محبة القدس.
فعاليات نجوى في المسجد الأقصى
لم تتوقف نجوى عند زيارة القدس والمسجد الأقصى فحسب، فقد أرادت نقل تجربتها في الأنشطة والفعاليات والتهريج من نابلس إلى القدس، وكانت أولى الفعاليات هي تصوير فيديو عن استكمال مسيرة أبو هريرات الأقصى غسان يونس في إطعام القطط، وحول ذلك توضح "القطط والطيور ترابط في المسجد الأقصى مثلنا، وهذا ما أدركه العم غسان، وعلينا نحن أن ندركه أيضًا"، إذ تقوم نجوى بنشر فعالياتها على مواقع التواصل الاجتماعي، تشجيعًا لأهالي الضفة ولأبناء جيلها من الشباب كي لا يهجروا الأقصى ويجعلوه وجهتُهم في كل زيارة، فتقول""نحن مغيبون نوعًا ما عن القدس، وأنا أستخدم مواقع التواصل لأنشر عليها محبتي للقدس تشجعيًا لأبناء جيلي ولأهل الضفة الغربية كي يحضروا الطعام للطيور والقطط".
وتقوم نجوى بمساعدة متطوعي معسكر القدس في التنظيف، بالإضافة إلى فعاليات التهريج التي قامت بها خلال زيارتين وتنوي أن تستمر فيها خلال شهر رمضان المبارك، إلا أن الاحتلال ينّغص هذه الفرحة ويمنع الفعاليات خاصة في يوم الجمعة بذريعة فيروس كورونا والتجمعات، تقول عدنان "لن نسمح لهم بتنغيص فرحتنا والفعاليات نستبدلها بأخرى، ونقوم بتوزيع بلالين وفوانيس على الأطفال".
مجموعات القدس
محبة القدس نقلتها نجوى إلى عدد لا بأس به من محطيها، فهي الآن تقود مجموعات شبابية كاملة وجهتها دائمًا إلى المسجد الأقصى المبارك، " في كل مرة أدخل القدس، أتعلم من أهالي المدينة المحبة لهذه الأرض، والبذل من أجلها وأحاول نقل هذه المحبة لغيري، وأرى أن عددًا كبيرًا من الشباب يتأثر بما أفعله ويتجاوب معي" لذلك لن تتوقف فعالياتها بانتهاء شهر رمضان.
تستذكر نجوى حادثة كانت فاصلة في قصتها مع القدس والمسجد الأقصى قبل سنتين في شهر رمضان المبارك، ما اضطرها لقضاء ليلة كامل معتكفة عند باب المغاربة بعد تسكير أبواب المسجد الأقصى، وعن ذلك تقول "كانت زياراتي لا تتعدى الثلاث زيارات فقط في خلال السنين الماضية، ولكن في ذلك اليوم شعرت بانتماء كبير لهذا المكان في قلبي" ومنذ ذلك اليوم ازدادت زيارات نجوى للمسجد الأقصى، إلى أن اختارت أن تصبح الزيارات روتينًا بعد انتهاء الإغلاق بسبب فيروس كورونا في القدس.
. . .