المرشّح المقدسي أحمد غنيم: وضع القدس على الأجندة المحلية والدولية يُسقط كل رهانات الاحتلال
القدس المحتلة - القسطل: أكد القيادي بحركة “فتح” والمرشح المقدسي عن قائمة “الحرية” أحمد غنيم إن الفتية والشبان المقدسيين وضعوا القدس على الأجندة المحلية والدولية، ما يُسقط كل رهانات الاحتلال، وأن هبّة القدس الحالية تمتلك كل خيارات وطاقة الاستمرار، لكن ما تفتقده هو “الحاضنة السياسية”.
وقال في لقاء مع ”القسطل” إن سياسة العدوان الإسرائيلي مستمرة منذ سنوات طويلة في القدس ضد جماهير شعبنا وبكل الأشكال، من مصادرة المنازل، وهدمها، والاعتداء على أهل المدينة، وتقييد حرية العبادة ومنع الوصول للمسجد الأقصى، إضافة لعمليات التنكيل وفرض الضرائب، وذلك لإجبار المقدسيين على ترك العاصمة المحتلة، وتنفيذ المخطط الصهيوني بتهويدها.
وأضاف أن هذا الضغط تخزّن في الوعي الشعبي المقدسي طيلة السنوات الماضية، وشكّل حالة ضاغطة على جماهير شعبنا في المدينة، وانفجر أمام أول عملية تماس مع كبرياء الفلسطينيين، مع فتيان وشباب هذه المدينة الذين شعروا أن الاحتلال يريد أن يتغوّل و”يتسيّد” ويُلحق الأذى بكل أهل العاصمة، لذلك انفجرت القدس مرة واحدة في وجه الاحتلال.
وأكد غنيم أن شباب وفتيان القدس وخلال ليلة واحدة فقط، استطاعوا شطب أوهام كوشنير وترامب ونتنياهو بأن تكون القدس عاصمة لدولة الاحتلال، ووضع قضية القدس على الأجندة الدولية والإقليمية والمحلية.
وبيّن أن المقدسيين لا يُمكن أن يُكسروا ولا يوجد قوة على الأرض يُمكن أن تهزمهم، فهم علّموا كل المحيط العربي الذي ينهار جزء منه في هذه المرحلة من خلال التطبيع مع دولة الاحتلال، علموهم معنى العروبة والإسلام، ومعنى أن تتمسك بقيمك ومبادئك ولا تتخلى عنها في هذا الزمن العربي الذي ينهار.
“في الوقت الذي نشهد فيه عالمًا ينهار في المحيط العربي، نشهد عالمًا ينهض في مدينة القدس، لذلك لن يكون الفلسطينيون إلا مع الناهضين، وسيدعون الأمة العربية أن تكون مع نهوض القدس وهذه الانتفاضة العظيمة لأبنائها”، بحسب غنيم.
وأكد أن وضع القدس على الأجندة المحلية والدولية يُسقط كل رهانات الاحتلال بأنه يتحكم بالإرادة الفلسطينية حتى في موضوع الانتخابات.
وقال إن الاحتلال يدفع لانتخابات خامسة لديه بينما يمنع إجراء انتخابات فلسطينية مستحقّة منذ 15 عامًا، وهذا دليل على عمق العنصرية لدى دولة الاحتلال، لافتًا إلى أن الفلسطينيين أخذوا زمام أمرهم بيدهم، وسيضعون كل قضاياهم بما فيها الانتخابات وسيفرضوها في القدس، منتزعين حقهم في الممارسة الديمقراطية وفي الانتخابات، حتى في القدس غضبًا عن الاحتلال ورغم أنفه، على حد قوله.
كما أكد القيادي في "فتح" لـ"القسطل" أن الهبة الحالية تمتلك كل خيارات وطاقة الاستمرار والمؤشرات واضحة على الأرض منذ عشرة أيام، وهذه الحالة مستمرة، وما تفتقده فعليًا هو “الحاضنة السياسية”.
وأوضح أن هناك تردد في الحاملة السياسية، وهناك استخدام غير موفّق من بعض القوى والتنظيمات بإصدار البيانات من بعيد، وقال: “نعم.. جيد أن يتم إصدار بيانات تأييد ودعم ورفع معنويات للمقدسيين وهؤلاء الفتية والشبان الصامدين في القدس، ولكن الأهم أن تمتلك الإرادة التي يمتلكلها هؤلاء الفتيان وتشكل إطارًا أو حاضنة سياسية تضع برنامجًا سياسيًا وتترجم هذا الحراك العظيم، تتمكن من خلاله من حصاد إنجازات سياسية بتجسيد السيادة على مدينة القدس وإنهاء سياسة الاستيطان والتهويد فيها”.
وأشار إلى أن المقدسيين يقفون في وجه الاحتلال بصدورهم العارية، وكل ما نسمعه هو بيانات من بعيد عن التضامن والصمود، لكن الترجمة الحقيقية لهذه البيانات هي إعلان حاضنة سياسية تتمكن من توجيه هذا الحراك إلى أجندة تعمل من أجل الحقوق الوطنية في القدس، من بينها؛ الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية بإلغاء اعترافها بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة فلسطين، والعمل على إنهاء الاحتلال في القدس وكل فلسطين.
ووجه غنيم رسالة إلى شباب وفتية القدس قائلًا: “أحيّيهم لأنهم رفعوا رأس كل عربي وفلسطيني ومسلم ومسيحي وكل الشرفاء في العالم، هم من وضعوا القدس على الأجندة المحلية والدولية، وفرضوا أنفسهم وبسطوا سيادتهم بأقدامهم على المدينة، في لحظة عزّ على البعض أن يتحدثوا بكلمة خير عن مدينة القدس”.
وأضاف: “أحيي شباب القدس وفتيانها وأقول لهم إن النصر بأيديهم فقط، وهو تحت أقدامهم، وإذا ما استمرّوا فإن النصر قاب قوسين إذا استمرت هذه الانتفاضة واستمرّ هذا الجيل بالنهوض، هم الآن يصنعون حالة جديدة، حالة نهوض في الوعي الجمعي العربي تنطلق من المسجد الأقصى ومدينة القدس من أقرب بقعة إلى السماء”.