ماذا تعني ساحة باب العامود بالنسبة للمقدسيين؟
القدس المحتلة - القسطل: أشعلت أحداث القدس الأخيرة هبة أشبه بانتفاضة ثالثة، فيها وصل الشباب المقدسي الليل بالنهار دفاعا عن حقهم في أرضهم، وتصديا لإجراءات الاحتلال، التي بدأت بحرمانهم من الجلوس في ساحة باب العامود في القدس المحتلة، وامتدت حتى الاعتداء على المارة بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاط، وخلال أيام وصل عدد المصابين والمعتقلين من المقدسيين إلى المئات، قبل أن تعلن شرطة الاحتلال قبل قليل عن إزالة الحواجز الحديدية عن ساحة باب العامود، وتعود الروح إلى المقدسيين.
طوى الشهر الفضيل نحو أسبوعين من أيامه، حملوا في طياتهم مشاهد بطولة وصمود تجلت في روح الجماعة والتكافل بين شبان القدس الذين دافعوا في صدورهم العارية عن قدسهم وأقصاهم، واستطاعوا بهذه المشاهد أن يصوبوا البوصلة نحو العاصمة الأبدية لفلسطين، إذ عمت أرجاء الضفة الغربية في اليومين المنصرمين مواجهات في مختلف المناطق وعلى نقاط التماس، إلى جانب الوقفات التضامنية في محافظات الوطن وفي مخيمات اللجوء.
أما عن إغلاق ساحة باب العامود وهو الحدث الذي فجر الأحداث كلها في القدس، فكان وقعه على المقدسيين ليس بالهين، لا سيما وأنها نقطة التجمع الأهم لهم، بعد صلاة التراويح، لما فيها من مساحة تتسع لأعداد كبيرة، ولما يعني هذا المكان بالنسبة للمقدسيين.
وفي هذا الجانب يقول المواطن المقدسي عمر أبو ميالة للقسطل:" الكلمات قد لا تسعفني في وصف باب العامود، فهو يعني لي الحياة، وقرار الاحتلال بإغلاق ساحته حرمني من متعة احتساء القهوة على عتباته".
وتتفق معه المواطنة المقدسية عائشة أبو غربية التي أكدت في حديثها مع القسطل أن باب العامود يعني لها الحياة، والمكان الذي تفرغ فيه الطاقة السلبية، كما أنه جزء لا يتجزأ من مدينتها، مشيرة إلى أن الهبة الشبابية جاءت نتيجة المساس بمعلم مهم من معالم القدس وهذا ما يعتبر هتكا للعرض المقدسي، والبعد عنه سبب لها ضيقا وانزعاجا طوال الوقت.
أما الشاب المقدسي محمد خويص فيعتبر باب العامود المكان المفضل الذي يقضي فيه أمتع الأوقات مع أصدقائه، معتبرا أن الهبة الشبابية جاءت نتيجة حالة الكبت التي عايشها الشبان، بالإضافة إلى حالة الفراغ التابعة لها بمرحلة لاحقة.
ويضيف خويص: "بالبداية عشنا بمناخ اجتماعي أقرب ما يكون لمعسكرات الاعتقال الجماعية تبعا لتجليات الجائحة، ثم أعيد فتح المدينة والبلاد بشكل جزئي؛ ليواجه الشباب واقعا مختلفا عن الذي كانوا يألفونه وأهم ميزات هذا الواقع هو عدم الاستقرار أو الأمان، وهذا الواقع تطلب جوا من تكافل الاجتماعي لمواجهته، إضافة إلى حيز مكاني لاحتضانه وهو باب العامود، الذي وقع عليه الاختيار لارتباطه بوعينا وتعلقنا بالقدس كمدينة وثقافة معيشية".
ويوضح خويص أن إغلاق باب العامود كان أشبه بسلب جديد.
أما عن أثر إغلاق الساحة بشكل شخصي على محمد خويص فتجلى في أنه لم يعد يعرف إلى أن يذهب، مشيرا إلى أنه احساس غريب وجديد عليه، فهذا الحق سلب منه ومن البلاد.
. . .