وقد تحولت ابتسامتك لأيقونة.. ما الذي تريد أن تقوله لنا؟
القدس المحتلة - القسطل: أن تبتسم لحظة اعتقالك، فهذا يعني أنك انتصرت على فكرة الاعتقال، التي يريد منها الاحتلال ردعك، ولكن أن تتحول ابتسامتك لأيقونة في سياق المواجهة، فهذا يعني أن لغة جسد الفلسطيني مقدسة يُقرأ منها تعابير التاريخ والإنسان غير القابل للعزل والمحو.
خلال هبة باب العامود، تحولت بعض الصور إلى أيقونة تعبر كل واحدة منها عن مرحلة من مراحل الاشتباك مع الاحتلال، فكانت صورة اعتقال الطفل ابن الـ 16 عاما بشار شويكي رمزا لشموخ المقدسي في مواجهة كل خبرات القمع الإسرائيلي.
ثم جاءت صورة سجود المقدسيين في باب العامود لتأذن بانتهاء الجولة لصالح الشبان الثائرين، لتكون بذلك الصورة قد واكبت الحدث غير محاولة اختزاله بعناصرها المكثفة، لكنها كانت الأقدر على توصيفه ومنحه جمالية ثورية وإشعارات رمزية.
تتكرر المشاهد مرة أخرى في حي الشيخ جراح، فيظهر شاب آخر باسم مختلف بتفاصيل شبيهة. يخبرنا نور الشلبي بابتسامته التي رسمها جميلة لحظة الاعتقال، والتي كانت الأكثر انتشارا في مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، أن الاعتقال لغة مزيفة في مواجهة رواية غير قابلة للتزييف.
في مقابل ذلك، تخرج صورا تعبر عن بشاعة الاحتلال الإسرائيلي، فصور عائلة أبو عصب عقب اقتحام منزلهم في بلدة العيساوية، أظهرت جانبا آخر مهما من المواجهة مع الاحتلال يتمثل في استهداف الجسد بكثافة لتطويع وتفكيك الهوية والوعي.
. . .