الشيخ كمال الخطيب: الاحتلال يُحاول إيقاف حالة الخضوع والتراجع التي عاشها في القدس
القدس المحتلة - القسطل: أكد رئيس لجنة الحريات في الداخل المحتل، الشيخ كمال الخطيب، أن ما حصل بالمسجد الأقصى من اعتداء على المصلين، قمة في الغباء، يُريد الاحتلال من خلاله أن يمهّد لكسر الانحدار والتراجع في المواقف التي تقودها الحكومة وتمثّلها الشرطة “الإسرائيلية”.
وأضاف في حديث لـ”القسطل” أن جماعات المستوطنين- وهم بالمناسبة ليسوا مستوطنين عاديين بل هم أذرع للأحزاب التي تشكّل الحكومة- ومنذ أشهر وهي تستعدّ وتحشد مناصريها ليوم 28 رمضان احتفالًا بما يسمى “يوم توحيد القدس”، ولن تقبل بتفريغ هذا اليوم من معناه، خاصة بعد سلسلة من التراجعات، في عدم نصب البوابات الإلكترونية عام 2017، والخضوع وفتح باب الرحمة عام 2019، وإزالة الحواجز الشُرَطية في باب العامود هذا العام 2021، وهذه التراجعات بالنسبة لهم تمثل تراكمًا من المواقف التي تتراجع فيها الحكومة.
لذلك لا يريد الاحتلال أن يتراجع مجددًا عبر منع اليهود من اقتحام المسجد الأقصى في الـ28 من رمضان، فقام بالتمهيد لكسر هذا الانحدار والتراجع في المواقف التي تقودها الحكومة وتمثّلها الشرطة الإسرائيلية، بحسب الخطيب.
وبين أن ما حصل في المسجد الأقصى مساء أمس، كان يمثل قمة الغباء، لأن شرطة الاحتلال باتت لا تدرك أن لكل فعل رد فعل، وأن صلابة أهلنا في الأمس، وإصرارهم على الرباط في المسجد الأقصى، أفشل رغبتهم في التخويف وبث الرعب في نفوس أبناء شعبنا، وهذا ما لم يحصل بالأمس والحمد لله.
وأشار الشيخ الخطيب إلى أن الموازين انقلبت اليوم، فهذا الجيل هو جيل النخوة والنصرة، جيل لا يخاف، يلاطم بيده العارية مخرز الاحتلال، وبالتالي هناك مفاجأة غير عادية للاحتلال مما حصل ويحصل، إن كان في القدس أو يافا أو الداخل المحتل، هذه كلها تمثل حالة جديدة تستوجب الدراسة من قبل “الإسرائيليين”.
وقال موجهاً حديثه لجميع الفلسطينيين إن “القدس بانتظار أحبابها الذين يدافعون عنها، ولا يتركونها وحيدة في هذه المرحلة، وأن المسجد الأقصى لا يريدنا اليوم أن نصلي فيه ليلة القدر ثم نتركه لقدره غدًا مع هؤلاء المستوطنين المقتحمين، إنما الأصل أن نبقى مرابطين حتى يوم الإثنين مساء من أجل إفشال أي محاولة اقتحام لباحاته”.
ولفت إلى أن شرطة الاحتلال أعلنت أنها لن تسمح لهم باقتحام الأقصى، لكنها هي من تحميهم وتهيئ لهم الظروف وتحرسهم وقت اقتحامهم للأقصى، ونحن لا نثق بها ولا بقراراتها، ويُمكن أن يتم إدخالهم من أجل إيقاف حالة الراجع المعنوي التي تعيشها المؤسسة الإسرائيلية في هذه الأيام، بحسب ما قاله رئيس لجنة الحريات في الداخل المحتل.